بالأمس قررت إحدى (المذيعات الخليجيات) الاعتزال نهائياً، ومغادرة الوسط الإعلامي، والاختفاء عن الشاشة بشكل مفاجئ..!.
طبعاً هذا القرار كما قالت (المذيعة) في آخر ظهور لها ليلة البارحة، جاء لاكتفائها بالشهرة التي حصلت عليها خلال السنوات الماضية، وقناعتها بأن الوقت قد حان (للاستمتاع) بالحياة بشكل خاص، بعد أن قدمت كل ما تستطيع في هذا المجال، رغم أنها لا تزال (شابة), وتحقق نجاحات متواصلة، ومطلوبة في الكثير من البرامج.
بالمقابل و(بالأمس) أيضاً صبت (إعلامية) أخرى جام غضبها على (أحد الزملاء) لتسببه في تفويت عقد تلفزيوني مع (محطة جديدة), كانت ترى فيه عقد (العمر) الذي سيحقق (أحلامها) ويمنحها (مساحة واسعة) من الظهور..؟!.
رغم أن (الإعلامية الأخيرة) التي تبحث عن (عقد العمر)، موجودة على الساحة (الإعلامية الخليجية) قبل أن تلتحق (المذيعة المعتزلة) بالوسط الإعلامي وتشتهر، فهذه قدمت ما تستطيع وقررت المغادرة (بقناعتها) والبحث عن الفرصة في مكان آخر لعلمها أن الحياة لا تتوقف على شخص أو مكان فالنجاح يناله كل من يطلبه.
أما (اختنا الأخرى) فهي تلت وتعجن منذ (عقدين) من الزمن على الشاشة، تارة تخرج كمذيعة برامج، وتارة كشاعرة خليجية، وآخر تقليعاتها (مطربة غنائية) لأنها تعتقد أنه لايوجد في الساحة (شبيه لها)، والوظائف (شاغرة) لها فقط.. فهي تعتقد أن كل مشروع إعلامي يخلو من اسمها تشوبه الشبهات والنقص.. ولسان حالها يقول: (أضاعوني وأي فتى أضاعوا، ليوم كريهة وسداد ثغر)..؟!.
القناعة أمر (مهم جداً)، والتخصص هو (فيصل العصر) اليوم، وهذا ليس في (الإعلام وحده)، انظر حولك ستجد في كل وزارة، في كل شركة، في كل مصلحة، (أناسا) يعتقدون أن الحياة ستتوقف أو تتعطل إذا لم يكونوا موجودين فيها، يسيرون الأعمال بطريقة (خفية) حتى لا يكتسب أحد خبرتهم، ويحاربون كل كل جديد من موظفين وأعمال..؟!.
تسخر إحدى (النكات) التي وصلتني هذا الأسبوع, من معادلات ورموز (الرياضيات والفيزياء) الإنجليزية المعقدة، والتي قضينا وقتاً طويلاً في حفظها وتطبيقها طوال عمرنا الدراسي، وقد يكون البعض (رسب) وتحطم مستقبله (التعليمي) وتعقد بسبب عدم فهمها ولم يحصل على الشهادة والمؤهل الذي يحلم به..؟!
والمزعج في نهاية المطاف، ليس لها علاقة (بالحياة العملية) اليوم.. أظن أننا (ناجحون بدونها) فلماذا نتعلمها إذاً؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net