** تحرص كثير من الجهات الخدمية أن تقول لنا إنها تعمل، وبعضها يضخم الصورة أكبر من اللازم، والقضية اليوم هي ماذا تعمل وما حجم الانجاز الحقيقي على الأرض وليس المعلن بالورق؟ والأهم بعد ذلك كيف ينعكس الإنجاز على حياة المواطن .
** اليوم المواطن السعودي لم يعد بحاجة لحملات تحسين الصورة الذهنية لبعض القطاعات، لاسيما تلك التي لها مساس مباشر بحياته اليومية وحياة أسرته، لأن قراءة الواقع الملموس هو المحك، وهو أيضا الذي يقيس مدى انعكاس الميزانيات التاريخية التي تحرص الحكومة على تسخيرها لخدمة المواطن على واقع المعيشة والرخاء اللذين ينشدهما المواطن .
** الفصول الأربعة، باتت اليوم احد مختبرات الكشف، فالصيف والشتاء، فيهما اختبار حقيقي لخدمات مهمة مثل الكهرباء والماء، وتصريف السيول، فلم نعد نهتم بما يقال عن مشاريع المياه مثلا، لأن الصيف كفيل بإعطائنا حقيقة تلك المشاريع، وأيضا الكهرباء مهما وقعت من مشاريع فالصيف أيضا يكشف مستوى الخدمة، أما الشتاء فهو كفيل بكشف أي «عوائق» في مجاري التصريف، مهما أعلنت أطوال توصيلات الصرف الصحي ومياه الأمطار.
** نعرف أن الزيادة السكانية تضغط على مستوى الخدمات، ولكن أيضا في المقابل «مليارات الريالات التي ترصد للبنى التحتية، والخدمات مثل للكهرباء والمياه والصحة والتعليم هي الأخرى في زيادة ، لاسيما خلال السنوات الخمس الماضية، وكما قال خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله لم يعد هناك عذر.
** أزمات المياه وتزاحم الناس على صهاريج المياه و انتهاز الأزمات في رفع الأسعار في معظم مناطق المملكة، مؤشر غير قابل للتكذيب على أن مشاريع المياه تحتاج للكثير من العمل، فانقطاع الماء على سبيل المثال في الصيف على مدينة مثل الرياض، يعد فشلا حقيقيا، لأن العاصمة عادة تكون هي المؤشر لمستوى الخدمة في أي بلد، والقضية ليست بحاجة لتجميل أو مبالغة في حقيقة الانجاز، فالانجاز الحقيقي هو باختفاء «أفواج» العطشى الذين يتزاحمون عند محطات الصهاريج كل صيف، وقتها نقول شكرا، فقد لمسنا واقعا يؤكد حقيقة الإنجاز.
