الجزيرة الثقافية - علي مجرشي
كشف الدكتور صالح بن محمد المسند مدير مركز الفهرس العربي الموحد لـ»الجزيرة» عن حيثيات شراكة الفهرس الذي تتبناه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مع أكبر قاعدة بيانات عالمية وهي «WorldCat» التي تضم في عضويتها 72000 مكتبة في 170 دولة حول العالم.. وأهداف هذه الشراكة إلى جانب الإشارة إلى جوانب استثمارها علمياً وعملياً وإعلامياً.. ملمحاً إلى أبرز الملامح المستقبلية لهذا المشروع..
فإلى التفاصيل: شراكة الفهرس العربي الموحد مع أكبر قاعدة بيانات عالمية نافذة العرب على العالم، كيف بدأت؟ بدأت الاتفاقية بمشاورات مع مؤسسة المكتبات المحوسبة على الخط المباشر «OCLC» لرغبتنا في تسهيل الوصول إلى الإنتاج الفكري العربي من خلال أكبر منفذ ببليوجرافي عالمي ألا وهو الفهرس العالمي «WorldCat»، وأيضًا رغبة تلك المؤسسة العالمية التي تضم في عضويتها 72000 مكتبة في 170 دولة حول العالم في احتواء الفهرس العالمي على تسجيلات فهرسية للإنتاج الفكري العربي.
وقد تم التوصل إلى اتفاق بين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومؤسسة المكتبات المحوسبة على الخط المباشر لتضمين الفهرس العالمي تسجيلات مختصرة مع رابط للتسجيلة الكاملة في قاعدة الفهرس العربي الموحد.
إلى ماذا تهدف هذه الشراكة وهل ترون بأن لها الأثر الكبير على الحوار العالمي؟ هناك احتياج متزايد وطلب على الإنتاج الفكري العربي والإسلامي قديمه وحديثه في أوربا وأمريكا والصين واليابان وغيرها من الدول، خصوصًا في العقد الأول من الألفية الجديدة.
فكثير من الجامعات الأوروبية والأمريكية والصينية لديها أقسام أكاديمية تعنى بشؤون الشرق الأوسط والعالم العربي والعالم الإسلامي وأيضًا الإسلام كدين وحضارة.
كما أن هناك مراكز أبحاث ومراكز دراسات استراتيجية في أوربا وأمريكا تدرس القضايا الفكرية والسياسية والحضارية.
كل هذه المؤسسات تحتاج إلى الوصول إلى الإنتاج الفكري العربي المعاصر والقديم لتوظيفه والإفادة منه.
ومن واجبنا نحن العرب أن نقدم تراثنا الفكري الذي نفاخر فيه إلى العالم أجمع، ونخدمه بالرصد والوصف والتحقيق والرقمنة والإتاحة على كافة المستويات.
وسيخدم هذا الإنجاز رغبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- في دعم الحوار الحضاري العالمي والتلاقح الثقافي بين الأمم لإظهار مساهمة المسلمين والعرب في البناء الحضاري العالمي قديًمًا وحديثًا.
وقد كانت هديتاه -يحفظه الله- للثقافة العربية والعالمية والمتمثلتان بجائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة والفهرس العربي الموحد نموذجين عمليين في هذا الاتجاه.
والشراكة مع مؤسسة المكتبات المحوسبة على الخط المباشر التي أسلفت الحديث عنها نموذج راقٍ لخدمة ترثنا وحضارتنا العربية والإسلامية من خلال الفهرس العربي الموحد.
كيف من الممكن استثمار مثل هذه الشراكة على المستوى الدولي إعلامياً وعلمياً؟ أما على المستوى الدولي فإتاحة الوصول إلى الإنتاج الفكري العربي هو أعظم مكسب لثقافتنا العربية وخدمة متميزة لإنتاجنا الفكري.
لقد كان لعلمائنا الأوائل والمعاصرين إنجازات عظيمة ومساهمات فكرية وعلمية تستحق الخدمة والإبراز لتكون عنوانًا لمنجزنا الحضاري ونبراسًا لأجيالنا المعاصرة واللاحقة بإذن الله.
ومن واجبنا الديني والأخلاقي أن نبذل قصارى جهدنا لخدمة هذه الثقافة التي كان لها الدور الأساس في التقدم العلمي المعاصر، حيث كانت بيئة خصبة نمت فيها المعرفة الإنسانية وقنطرة عبرت من خلالها إلى الفضاء الأوروبي والعالمي.
أما دور الإعلام في إبراز منجزاتنا الحضارية فلا يقل أهمية عن الإنجاز نفسه الذي تقوم به المؤسسات الأكاديمية والبحثية والمكتبات الرئيسة.
ونحن في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة والفهرس العربي الموحد نقدم شكرنا الجزيل لوسائل إعلامنا على الجهد المميز الذي تبذله لتسليط الضوء على نشاطاتنا وإنجازاتنا، ونطمح بالمزيد.
هل هناك مشاركات قادمة في مثل هذه الانطلاقة العالمية؟ نحن في الفهرس العربي الموحد نحرص على الدخول في شراكات عربية وعالمية مع المكتبات ومراكز البحوث.
وقد دشنا في شهر أكتوبر الماضي بوابة مكتبات دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون والتنسيق مع جامعة الإمارات بمدينة العين، كما دشنا في شهر ديسمبر بوابة المكتبات السودانية بالتعاون مع المكتبة الوطنية السودانية.
وسنستمر بتدشين بوابات المكتبات في الدول العربية خلال العام الجاري.
كما سنعقد اللقاء الخامس في العاصمة الأردنية عمان بالتعاون مع مركز الت ميز للجامعات الحكومية الأردنية، عطفًا على النجاح المتميز للقاء الرابع الذي عقد في شهر أكتوبر الماضي في مدينة العين بالتعاون مع جامعة الإمارات العربية المتحدة.
كما سيكون لنا تعاون وتنسيق مع اتحادات دولية ومكتبات في أوروبا وأمريكا بإذن الله.
نجاحكم الملحوظ في العمل والاحترافية العالية في العطاء هل ساهمت في مثل هذه الشراكة؟ توفيق الله أولاً ثم دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة وتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله نائب وزير الخارجية وعضو مجلس إدارة المكتبة، وأيضًا متابعة معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر الذي هاجسه الدائم هو تعزيز البعد الفكري وخدمة المكتبات والثقافة العربية لها الأثر الأبرز في الوصول إلى هذه الإنجازات الملموسة والمقدرة عاليًا من الأكاديميين والمثقفين العرب والمعنيين بالشأن الثقافي العربي في أوربا وأمريكا.
ماذا عن جديد الفهرس العربي الموحد؟ طموحاتنا لا يحدها سقف ولا تقف عند إنجاز بعينه.
سترون عما قريب بوابة مختصة بالكتب المترجمة تعني برصد الإنتاج الفكري المنقول إلى اللغة العربية من شتى لغات العالم وإتاحة الوصول إليه من خلال الإنترنت.
كما سندشن قريبًا أيضًا بوابة المكتبات السعودية والتي ستكون فهرسًا وطنيًا يضم المكتبات السعودية في شبكة واحدة ويمكن من البحث في مقتنياتها مجتمعة أو كلاً على حدة من خلال بوابة واحدة في شبكة الإنترنت.
كما ستساعد هذه البوابة في رصد الإنتاج الفكري السعودي والتعريف به والتعريف بالمؤلفين السعوديين على المستوى المحلي والعربي والعالمي.
وهذا عمل غير مسبوق، نسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل من العلم الذي ينتفع به في موازين ملك الإنسانية وملك الثقافة الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله.