بادرة رائعة، ومبادرة رائدة.. تلكم التي تبنتها واتخذتها إدارة شؤون المنتخب السعودي بإقامة المؤتمر الصحفي لمدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بمقر جمعية الأطفال المعوقين بالرياض، وما صاحب ذلك من زيارة أعضاء الجهازين الإداري والفني لمرافق الجمعية ومتابعة عدد من الأطفال بها والاطلاع على ما تقدمه الجمعية لهم من دعم وتأهيل في مجالات صحية واجتماعية وتعليمية.
لقد جسدت هذه الزيارة الجميلة والحميمة معان عدة نحن في أمسِّ الحاجة إلى تكريسها وتعزيزها كمجتمع يدين بالشريعة الإسلامية التي تحثنا دائماً على الأفعال الخيرة، ومنها التعاطف مع الأيتام والمساكين والفقراء والمعوزين، ومنهم هذه الفئة الغالية.. فئة المعوقين.
لقد ارتسمت في ذهني، ولا تزال الصورة التي نشرتها الصحف المحلية للمدرب القدير (رايكارد) وعن يمينه أحد أطفال الجمعية.. الأمر الذي يعني الكثير لهذا الطفل وزملائه وكأني به يقول لهم: اطمئنوا يا زملائي... فها هي نخبة من المجتمع الرياضي يعنيهم أمرنا، ويعدوننا مثلهم.. فلا فرق بين إنسان معوق وآخر سليم.. فنحن جميعاً بمثابة المجتمع الواحد المتعاضد المتماسك.
كما لفت نظري وبصدق، العبارة التي أطلقها بتأثر واضح الأستاذ محمد المسحل رئيس شؤون المنتخبات عندما قال: من العار ألا ندعمهم.. ويعني بذلك أطفال الجمعية، وأقول لأبي حسن: شكراً لك من الأعماق على مبادرتك وفيض كرمك وإنسانيتك مع هذه الفئة الغالية، وما هذا التواصل البناء منك ومن بقية زملائك إلا دليل راسخ على أن الرياضة ليست مجرد كرات وشباك وفوز وخسارة.. بقدر ما هي سمو وتفاعل بين أفراد المجتمع بكافة فئاته وأطيافه وزرع بذور التآلف والتعاطف بين كافة أفراد فئات المجتمع، وإيقاد الأحاسيس والمشاعر تجاه بعض الفئات التي هي في حاجة لأن نقف معها بقدر ما يتاح لنا، وأن لا تنسينا ذواتنا عن أن نشاركهم الابتسامة والدعم.
إننا نتمنى أن تبادر بقية القطاعات الحكومية في أجهزة الدولة المختلفة وكذلك المؤسسات والشركات في القطاع الخاص لخلق مثل هذه المبادرة التي كان لإدارة المنتخب السعودي فيها حق الريادة والتفوق والأولوية، فتعمل على خلق أفكار أخرى فاعلة تزيد من التواصل مع جمعية الأطفال المعوقين وفروعها في كافة أنحاء المملكة وتقديم الدعم المعنوي والمادي لها ولبرامجها المختلفة والدعوة موصولة كذلك لجميع أفراد مجتمعنا السعودي الخير المجبول على العطاء لاحتضان هذه الفئة التي شاء الله لها أن تكون لنا منفذاً وباباً لتقديم ما تجود به الأنفس النقية من خير وحب وإنسانية.
شكراً لمنتخبنا السعودي وإدارته على جميل الفعل وكريم المبادرة.
- نائب رئيس تحرير الجزيرة وعضو اللجنة الإعلامية لجمعية الأطفال المعوقين