قدّر الله «عليّ» عندما عزمت «ضيفنا» القادم من الإمارات «مُجاملاً « على العشاء عندما قال لي «بلهجته السودانية «الجميلة: «ما مشكلة يا زول.. تم ياخي.. وبرضك ما تم عليك شر زي ما بتقولوا»..!
المقصود، أنه «ما صدّق «خبر» عندما قدّمت له»الدعوة» بينما «أصدقائي» يعلمون أن «99%» من دعواتي للعشاء «كاذبة» وليست حقيقة، بل أقدّمها «مجاملة»..!
ضيفي هو «كاتب ومثقف سوداني «فطبيعي أن يطلق «تغريده» عندما «ركبنا السيارة «بقوله: بتعرف «يا فهد» أنه حتى وقت قريب لم تكن «الأسرة السودانية «تأكل خارج المنزل، وكانت المطاعم والمتاكي في السودان حكراً على «العزابة» و»الأفراد» و»المغتربين» فقط، بل من العيب «الاجتماعي» أن تذهب «المرأة» بزوجها، و»أطفالها» للأكل خارج المنزل، فيقال «دي مالها, ما بتعرف سلق البيض»؟!
بحكم أني «أفهمها على الطاير» وأن المقصود «عشنا في بيتك» وبلاشي مطاعم، لأنه «سبق» أن صادف «وليمة «في المرة السابقة، فيعتقد أننا «نتعشى» مفطح..!. «ونتغدى «مفطح»..!. رددت عليه فوراً: ما تستغرب أبداً أبداً شوف عندك «الإمارات» تعرف أن «75% من سكانها» يأكلون «مرتين» على الأقل خارج المنزل في «الأسبوع»، بينما «3%» من «الإماراتيين» يأكلون بشكل يومي ومنتظم خارج المنزل «كثقافة سائدة «وأنت عايش هناك و»تعرف أكثر «طبعاً الكلمة بين قوسين لم تسبقها «أن» حتى لا تعتبر «دعاية»..!
بعدين تعال تدري «حنا» ملينا من «أكل البيوت»، يا أخي «المواطن السعودي الواحد» يستهلك سنوياً «48كيلوغراماً» من «الرز» يعني «كبسات» و»تباسي» نصرف عليها «4 مليارات ريال» سنوياً، وهو ما جعل جيوب السعوديين «مطمعاً» لجشع «المطاعم» ذات «الخدمات» و»الديكورات» التي نُفذت ضمن «فاتورة الزبون»..!
ولعلك تتفق معي أن «نختار» مطعماً «شعبياً» ليس «بخلاً» معاذ الله، طبعاً الكلام هذا له «هو», وإلا أنتم «عارفين البير وغطاه»..!.
قصدنا المطعم «السوداني الشعبي «وسط الرياض» فوجدناه مغلقاً..!وبحكم أن «الوقت تأخر» فلن نتمكّن من إدراك المطاعم «الراقية» وأسعارها المُلتهبة, لأنها ستكون «مُغلقة» هي الأخرى؟!
وجدت الحل، وأحضرت «طبق بيض» و»خبز صامولي» وقلت له «سأستشهد» من كلامك يا صديقي، ولن نأكل «خارج المنزل بعد اليوم»ونتعرّض للاستغلال مرة أخرى, وسأختبر إذا ما كانت «زوجتي» تجيد «سلق البيض» أم لا..!
قال لي: «ياخي ما ممكن.. الكلام دا كان زمان «..! ممكن نروح «أي مطعم» فقلت له أبداً «واعيباه»، «وبيضاه» بيت أخوك مفتوح ومعنا «بيض» ونروح مطعم..؟!
كم منا سيرفع شعار «وابيضاه» في وجه ارتفاع «أسعار» و»خدمات «المطاعم» لدينا..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net
