ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 18/01/2012/2012 Issue 14356

 14356 الاربعاء 24 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

ما هي العوامل التي تحدد كمية إنتاج النفط السعودي؟ سؤال يتردد بين الحين والآخر في التناول الإعلامي العادي وكذلك في دوائر البحث والدراسة المتخصصة.

هناك عوامل كثيرة تحدد هذا الإنتاج، ولكن ليس من بينها تحذير محمد علي خطيبي للمملكة وللدول العربية الخليجية من زيادة إنتاجها لتعويض النقص في إنتاج إيران إذا ما تعرض إنتاجها للحظر من قبل دول الاتحاد الأوروبي.

محمد علي خطيبي هو مندوب إيران لدى منظمة أوبك.. ولكنه يتحدث كما لو أنه الحاكم بأمره على الخليج والعالم أو ولي أمر الدول العربية الخليجية ودول العالم أجمع..! وبذلك فهو يستخدم نفس النبرة الوصائية الاستعلائية التي نسمعها من آخرين في إيران عندما يحذرون العالم من أن إيران سوف تقوم بإغلاق مضيق هرمز.. تماماً كما لو أن المضيق هو قناة تربط ما بين مُسَطَّحين مائيين في الداخل الإيراني أو أنهم صدَّقوا أنفسهم بأن الخليج هو فارسي لا علاقة للآخرين به، بما في ذلك الدول العربية الخليجية التي يمتزج تاريخها وجغرافيتها بهذا الخليج منذ الأزل.

يقول وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي إن لدى المملكة قدرة على إنتاج ما يصل إلى اثني عشر مليوناً وخمسمائة ألف برميل يومياً، وأن أي زيادة في طلب الدول المستهلكة للنفط سوف تتم تلبيتها والاستجابة لها.

إن مرونة الإنتاج في المملكة هي ميزة كبيرة بيد صانع القرار السعودي لا يستطيع محمد علي خطيبي مصادرتها بتهديداته التي لا تخيف أحداً لأن النفط خطٌ أحمر ليس للسعودية ودول الخليج العربية فقط وإنما بالنسبة للعالم أجمع. وعليه فإن هذه المرونة الإنتاجية يجب أن تُستخدم من قبل صانع القرار السعودي لتحقيق المصلحة العليا للبلد أولاً وأخيراً وكذلك لعافية وازدهار الاقتصاد العالمي الذي نحن شركاء رئيسيون فيه وذلك بما لا يتناقض مع المصلحة الوطنية الراهنة أو حقوق الأجيال القادمة باعتبار أن النفط السعودي ثروة وطنية لهذا الجيل وللأجيال القادمة من السعوديين أيضاً.

من الملاحظ أن الموارد والثروات الأساسية في الاقتصاد السعودي هي ثروات ناضبة حتى وإن كنا نطفو على سطح بحيرة هائلة من النفط، كما يُقال، وتكتنز أرضنا المباركة ألواناً من المعادن المتنوعة الثمينة.. فهي كلها ناضبة من حيث الكمية مهما بلغت هذه الكمية وناضبة أيضا بالمعايير الفنية لآلية الإنتاج التي تتأثر بتغيرات التقنية المتلاحقة وما تمليه من إلغاء وتبديل لبعض عناصر ومواد الإنتاج في الفترات الزمنية المتعاقبة.. فما يُعتبر ثميناً في الوقت الحاضر قد لا تكون له قيمةٌ تذكر في المستقبل إذا جاءت التقنية ببدائل أفضل من حيث الجودة والتكلفة.

إذن، لا قيمة لتهديد خطيبي.. لكن المهم أن يكون إنتاجنا من النفط وفق معادلة اقتصادية سياسية تحقق أقرب مستويات الحلول الفضلى والمثلى من المنظور الوطني. إن هذه المعادلة هي ما يجب مراعاتها عند محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة: كم يجب أن ننتج الآن؟ وكم يجب أن ننتج في آفاق مستقبلية قادمة محددة؟ وكيف نستثمر العائد المالي لهذا الإنتاج؟ وغير ذلك من الأسئلة المهمة التي يعرفها كثيرٌ من عامة الناس وجميع المتخصصين.. أما تصريحات خطيبي فهي جزء من هذه الضوضاء الإيرانية التي لا أرى أنها تخدم إيران ولا جيرانها.

alhumaid3@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض
 

على وجه التحديد
النفط.. والمصلحة الوطنية العليا
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة