إن هذا الصرح العملاق لربما أكبر حرم جامعي للبنات في العالم ليعد مفخرة للوطن والقيادة الحكيمة لبناء أكاديمية شاملة لمعظم التخصصات العلمية الجامعية للبنات في زمن قياسي قصير وعلى مسحة تقدر بثمانية كيلو مترات مربعة.
ونحن نلحظ النقلة النوعية لما تحظي به المرأة من اهتمام وتشجيع من قِبل حكومتنا الرشيدة في سبيل الرقي والمعرفة لبناتنا لمواكبة تحديات العصر وتسليح المرأة بالعلم والمعرفة لتأخذ نصيبها من التنمية وتشارك في العمل طبقاً إلى ما يلائم شريعتنا الوسطية في ذلك.
وحيث إن هذه الجامعة بنيت على أحدث طراز، ولديها جميع البنية الأساسية وتوافرها في المدن الجامعية من كهرباء وماء واتصالات بما فيها قطار كهربائي وخلافه، فهي بحق ربما تكون نواة، بل فرصة استثمارية لاستغلالها وإيجاد مناخ مناسب يخص المرأة واحتياجاتها اليومية والعملية، بحيث يمكن وضع ما يسمى (pilot) نموذجاً لما تحتاجه المرأة من أسواق. وكلمة أسواق تشمل جميع ما يوجد فيها من مطاعم وصالونات ومشاغل وخلافه، مدارة ومشغَّلة من قبل نساء، وذلك في ركن من أركان الجامعة بعيداً عن ما يشغل العمل الأكاديمي، وطالما أن هناك قطارات تؤدي الغرض. هذا، بالإضافة إلى إمكانية تشغيل مستشفى تابع للجامعة مرة أخرى بكوادر نسائية، أضف إلى ذلك أن احتياجات هذه المدينة الجامعية من الخدمات الحكومية والأهلية من أمن وأحوال وجوازات واتصالات وكهرباء وخلافه، ممكن توطين هذه الوظائف من قبل نساء يمثلن هذه القطاعات. إن إيجاد هذه النشاطات له مردود على الناحية التطبيقية للبنات أثناء تحصيلهن الأكاديمي، بحيث يمكن عمل بعض مشاريع التخرج، ولربما عمل بعض الدراسات التي ربما يجدون حرجاً في تنفيذه مواتياً كونه في إطار نسائي بحت وبيئته وطنية. ولربما تأتي بتصورات أقرب إلى الواقع على مستوى البحث أو الدراسة خدمة للوطن والمواطن.
هذه مجرد بعض الأفكار وربما كما يقال أهل مكة أدرى بشعابها حيث إن احتياجات المرأة السعودية وهمومها لا يمكن لي اختصارها في هذه المقالة وربما لو تم دراسة الموضوع وأعطى فرصة للبحث لو وجدنا يمكن إضافة أفكار أخرى وخاصة من قبل فتاة المملكة، وإمكانية استثمار هذه الجامعة المباركة -بإذن الله- وتوظيف هذه الإمكانات خدمة للوطن والمواطن.