من أجل مستقبل واعد يجب أن نضع أجيال الغد لتنمو بقوة دائماً، ونأخذ مكاناً في الصدارة والتقدم وأن تحرص المناهج التربوية في بلادنا على إعداد الشباب إعداداً سليماً وتنمية شخصياتهم بجميع جوانبها وتحقيق التكامل لها وتنمية المهارات والقدرات وتنمية الفكر العلمي لدى الطالب وتعميق روح البحث والتفكير، ليكون لبنة صالحة في بناء أمته ويشعر بمسؤولية لخدمة بلاده وتجعل منه عضواً عاملاً في المجتمع.
ومن الأمور التي ينبغي الاهتمام بها: موضوع التدريب على الخطابة لتقويم وصقل الطالب؛ ومازلنا نذكر الأندية الثقافية التي كانت تعقد في مساء خميس في مدارسنا الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وكانت مشعلاً وهاجاً ومليئاً بالحيوية والنشاط يتدرب الطلاب خلال تلك الحفلات الثقافية على الخطابة والفصاحة، ويتذوق جمال الكلمات التي يلقيها وما فيها من بيان وبلاغة.. ويتبارى الطلاب في إلقاء الكلمات والقصائد.. فكانت بحق زاداً علمياً وأدبياً طيباً وغذاءً فكرياً شهياً يعين الطالب على صقل ذوقه الأدبي وتفتح مواهبه العقلية وإرهاف ملكة الفهم والوعي والتذوق والخطابة في نفسه وإنماء محصوله من روائع الشعر والنثر التي يحفظها فيلقيها.. فكانوا يحفظون القصائد والقطع النثرية الجميلة. وتلقى في تلك الأمسيات وبذلك تمكن حب اللغة العربية في نفوسهم؛ فكانت الخطابة هدفاً من الأهداف التربوية، إن الكثير من طلابنا اليوم يتخرج من الجامعة ويتخرج ويضيق من الخطابة، لأنه لم يتدرب عليها، فالخطابة موضوع مهم لنشر الفضيلة والدعوة.. فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من الخطباء المصاقيع، ومازلنا نذكر سحبان وائل الخطيب المصقع، وقد ضرب به المثل في البلاغة والبيان.. وزياد بن أبيه، والحجاج بن يوسف، وعبدالملك بن مروان، وغيرهم مما حفلت بهه كتب التراث والخلاصة. ينبغي تعويد الشباب على فن الخطابة والاهتمام بهذا الجانب الحيوي.