مع أن الجميع يعرف ما يجري في سوريا، عرباً وعجماً وأمريكاناً وطلياناً، بدءاً من السوريين إلى أقصى الغرب في أمريكا وبالتحديد في نيويورك، حيث يتابع القابعون في مبنى منظمة الأمم المتحدة، ومثلما يتابع نظراؤهم الموجودون على ضفاف النيل في القاهرة حيث مقر جامعة الدول العربية.
الكل يعرف ما يجري من قتل واستهداف للمتظاهرين السلميين، وحجرٍ للحريات وقمع للمواطنين، إلا أن الرسميين العرب ومثلهم الأمريكيون والأوربيون ينتظرون الكشف عن أول تقرير ترسله بعثة المراقبين في سوريا حول الأوضاع على الأرض.
القرار ستبحثه اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا، رغم أن كل شيء واضح ومعروف، فالقتل للمتظاهرين ارتفع بعدما بدأ المراقبون مهمتهم في سوريا، وأُضيف عنصر جديد هو استيقاظ الخلايا الإرهابية الصديقة للنظام، ودخل إرهابيو القاعدة في تنافس مع «الشبيحة» على من يقتل أكثر من السوريين.
المراقبون تجولوا في بعض المدن والشوارع ومُنعوا في الوصول إلى المعتقلين في السجون الذين تعدوا عشرات الآلاف، إلا أن النظام السوري يقول إنه أطلق منهم قرابة الخمسة آلاف فقط.
أيضاً المراقبون لم يستطيعوا زيارة الجرحى في المشافي، وهؤلاء المراقبون يتجولون والدبابات والآليات العسكرية تملأ الشوارع وظاهرة للعيان والجميع شاهدها وسواء رصدتها كاميرات أجهزة الجوال التي يستعملها المراقبون أو لم ترصدها فإنها تصدم المشاهد عبر محطات التلفزيون الفضائية بعد أن تطوع المتظاهرون وأرسلوها.
ماذا سيضيف تقرير المراقبين والمشهد السوري يعرفه الجميع ويتابعه يومياً، وهل ستذكر الحقيقة كاملة أم ستغلب لغة رئيس الفريق المطمئنة، وهو الذي يقول إن مهمة المراقبين ستطول في سوريا، وهو ما يعني مزيداً من القتل لأبناء الشعب السوري الذي أخذ يقدم من الضحايا ضعف ما كان يقدمه قبل وصول بعثة المراقبين. السوريون وقوى المعارضة الوطنية تشتكي من تقصير المراقبين الذين لم يلجموا بطش النظام السوري الذي تمادى في قتله للمتظاهرين بعد وصول المراقبين، والمراقبون بلسان رئيسهم يؤكدون أن مهمتهم ستطول... ربما حتى مقتل آخر متظاهر سلمي في سوريا!!
