زادت ثلة من طلاب وطالبات الدراسات العليا، بهموم أخرى، إضافة إلى تلك الجملة منها، وردت في مقال الجمعة الماضية 12-2-1433 الموافق 6-1-2012، فزودوني بأسماء الجامعات التي يعانون فيها من سوء تخطيط في خطة الدراسة، وسوء تنفيذ من قبل أعضاء هيئة التدريس، ولأن الأخطاء فردية فيما يتعلق بقصور المنفذين لمحتوى خطط الدراسة، ومقرراتها، فإن إجمال المشكلات التي يعانونها، وردت في المقال السابق،..وتفاصيلها تخص، وتعم في آن...
ويهمهم كثيرا أن تتبنى الجامعات التي نفذت في خططها، وبرامجها مشروع التعليم عن بعد، وصممت له المواقع، وحددت له أطر التنفيذ، أن تعنى بآليات، ووسائل إجراءاته، بشكل فاعل لا يتعرض لذبذبة الأخطاء الفنية، أو التقنية، لأن أي خلل، أو انقطاع في الإيصال، والاتصال بالدارسين عن بعد، ينفي قيمة البرنامج، ولا يحقق الأهداف منه، وهو يعطلهم عن مباشرة التعليم عن بعد، ويوقعهم في نتائج من المفروض أن إخفاقهم فيها لا يعود لهم، بل للجامعة...
وهناك كثيرون ممن يدفعون مقابلا للدراسة ماديا، قد يفوق قدرات بعضهم، تحديدا من غير السعوديين، لأنهم هم الفئات التي لم تشملها رعاية الدولة بدفع نفقات التعليم الموازي، وعن بعد عنهم..
ثمة أمر يبدو على درجة كبيرة من الأهمية إلى جانب مساسه بضرورات التعليم العالي، وهو أهمية وفرة، أو خطورة شح مصادر التعلم، من مراجع ووثائق ودروريات في اللغة الأساس، أو في لغات أخرى، وفي المترجم منها،.. في كثير من التخصصات وبخاصة المستحدثة، والحديثة موضوعاتها.. كما ذكرنا سابقا.. ينبغي الالتفات له، والتصدي للعناية به..
إن الجامعات تطلق جوقات نجاحها، وتفوقها، وارتفاع منسوب شهرتها، ورسوخ أقدامها، بينما مكتباتها لا تزال تئن كثيرا من الجوع،...
والحجر الذي يربطه الدارسون على بطون أمانيهم، بات يجرحهم من قسوة البحث، ورهق المفروض..
فلعل الميزانيات الضخمة الندية التي نالتها الجامعات، أن يخصص جزء كبير منها لإمداد المكتبات فيها، بتزويد وافر، وسبل مواكبة، لتوسع محتوياتها، وأقنيتها، والعمل على خدمة التخصصات بها، والعناية بأمر النسخ المكررة التي تناسب حاجة منها، تم توسيع أبوابها، بما يتناسب مع ما تشير إليه نسب القبول في الدراسات العليا من جهة، وتعددية برامجها من جهة ثانية، وفيما يبديه سباق الجامعات على أن يكون لها مصادر جديدة للتوسع، وفي الوقت ذاته لتعددية دعامات شهرتها.. ورسوخ مستواها.
فالمكتبات الجامعية أصدق المعايير عن مستوى الجامعات، أسوة بمراكز البحوث، بل تزيد لأنها التي تضخ المصادر، وتشد عضد الأهداف، وتعين على التنفيذ.
أشكر الذين وضعوا تعليقاتهم، وتعقيباتهم عن المقال السابق، والذين كاتبوني بشأن تفاصيل أكثر..
الموضوع يخصُّ تلك الجامعات التي أثق أن مسؤوليها سيعيدون النظر فيما ذكر، ويعمُّ كلَّ جامعة لا يخدم تنفيذُ برامجها كلَّ أهدافها.