في العدد (14284) بتاريخ 11-12-1432هـ قرأت ما جاء في زاوية الدكتور أحمد الفراج بهذه الجريدة الغراء تحت عنوان (أخلاقيات أعظم مهنة) يعني بها الأطباء والطب، وقد وفق كعادته بإلقاء الضوء على ما يعتري العمل بهذه المهنة الإنسانية الجليلة من خلل وتقصير بسبب قلة من العاملين بهذا الحقل الحيوي، وقد ساق أمثلة من الواقع - سوء التعامل حيال المريض - وعدم الاهتمام به من قبل الطبيب وبالأخص حول المواعيد التي تصل إلى سنوات وعدم تقييم حالة المريض ومدى خطورة واستفحال المرض، ولي مع ما ذكره دكتورنا الفاضل في مقاله بعض الإضافات التي تمثل وجهة نظري والتي أوجزها بما يلي:
1 - الحالات التي ذكرها وإن كانت محدودة لا تختص بحالة الطبيب السعودي فقط بل تشمل الأطباء المتعاقدين من الإخوة الوافدين ولكن نحمد الله أن الكثرة من هؤلاء وهؤلاء يعدلون الكفة الإيجابية بنبل عطائهم وعمق إنسانيتهم، وتقصير وإهمال وعدم مبالاة القلة تعود بالدرجة الأولى إلى ضعف وتردد القائمين والمشرفين على المستشفيات والمراكز الصحية من حيث المتابعة والتقويم.
2 - هناك من يسبق ويتقدم الطبيب السعودي في عدم الاهتمام والنظر للمريض بعين الازدراء والإهمال ونعني به، وبدون تعميم قلة من الذين حصلوا على الجنسية السعودية من الأطباء وخاصة في المستشفيات الحكومية ومن ضمنها العسكرية والأمنية والجامعية فهذه القلة بمجرد حصولها على الجنسية تلمس البون الشاسع بين تعاملها من قبل ومن بعد وبعضها ينصرف وبصورة مفاجئة إلى اهتماماته الخاصة وعدم التفرغ لعمله حيث يربط نفسه بمراكز وعيادات خاصة وارتباطات شتى خارج عمله الرئيس والأساسي وهذه القلة مع الأسف تشوشر وتعطي انطباعاً غير سليم للكثرة التي نالت شرف الحصول على الجنسية السعودية حباً للانتماء لهذا الوطن ووفاء لما نالته فيه من تكريم وتقدير مما يعكس أصالتها وصدق نواياها، وهذه الظاهرة تجعلنا نعيد النظر في من حصل على شرف الانتماء لهذا الوطن ولم يكن مخلصاً ووفياً لعمله ومهنته وخاصة في مهنة الطب التي يجب أن يغلب فيها الهدف الإنساني على المادي.
3 - هناك اقتراح أوضحه بالتفصيل لمن يهمه الأمر وهو بالتأكيد له علاقة بالأمانة والإخلاص في العمل.. هذا الاقتراح يتعلق بشيء جوهري وحيوي هو القسم بالنسبة لأداء فئتين من العاملين في المجتمع ولهما علاقة وطيدة بحياة الناس ومستقبل الأجيال ونعني بهما الأطباء ورجال التربية والتعليم من مدرسين وإداريين فالقسم على الإخلاص والأمانة قبل التعيين سيكون فأل خير وجرس تنبيه لتلمس الطريق الصواب من أجل أداء العمل على الوجه الأكمل فالأطباء وما في حكمهم أمناء على صحتنا وصحة أجيالنا في الحاضر والمستقبل والمعلمون أمناء على مستقبل أبنائنا من أجل حياة كريمة لتؤمن لهم العيش الرغيد في عمل مفيد، والقسم التزام وطني يؤديه بشرف واغتباط رجال الدولة من الوزير إلى نائبه وأصحاب المراتب المتقدمة كما يؤديه بشرف وتقدير ضباط وجنود الجيش والحرس والأمن من مرتبة فريق إلى مرتبة جندي، وهذا مصدر فخر لأن الهدف حب الوطن والإخلاص له والدفاع عنه كما أن مفتشي وزارة العمل يؤدون القسم قبل التفرغ لمهامهم وأداء القسم لا ينقص من قدر المخلصين أو يخدش من كفاءتهم وهو كما قلنا سلفا يؤطر واجبات المواطن في الإخلاص بعمله وخدمة وطنه وأبناء وطنه وسيكون ذلك حافزاً على أداء الأمانة على الوجه الأكمل.. وما ذكرته سلفا ما هو إلا وجهة نظر ليس إلا، ولتلاقح الآراء للوصول إلى الهدف المنشود آمل من أصحاب الرأي الإدلاء برأيهم من منبر هذه الصحيفة الغراء التي دأبت بإرادة جسور وبهمة القائمين عليها على فتح الحوار للرأي والرأي الآخر - ومن المناقشة ينبثق النور- واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.. والله ولي التوفيق.
عبدالله الصالح الرشيد