عزيزي د. خالد أنا شخص طموح جداً وواثق بنفسي - ولله الحمد والمنة - لكن عندي مشكلة دائماً تحد من طموحي وترجعني إلى الوراء وهي أصحابي، فهم لا هِمَم لديهم، كثيرا ما حاولت التغيير لكني أحبط في النهاية بسبب أصدقائي، فهل أهجرهم بعد أن عجزت عن تغييرهم، وفي المقابل أرى أوضاعي تسوء وأنا معهم فماذا ترى؟
ولك سائلي الفاضل الرد:
أخي الكريم لقد عزفت على وتر حساس وهو موضوع الصحبة ومن نجالس وأثرهم، وبداية القول أذكرك يا صاحب الهمة أن للتغير ضريبة تدفع وفاتورة تسدد وجبين يرشح بالعرق وألم يسبق...
تريدين لقيان المعالي رخيصة
ولابد دون الشهد من إبر النحل
فكل تغيير له ثمن، فإما أن ندفع ثمن التغيير، أو ندفع ثمن عدم التغيير، علماً بأن ثمن التغيير معجل، وثمن عدم التغيير مؤجل، والعاقل من أتعب نفسه اليوم ليرتاح غداً!!
أعجبني في رسالتك وعيك بالمشكلة وتصورك الكامل وفهمك العميق لها حيث إدراكك الجميل لخطورة وأهمية الأصدقاء والجلساء وهم بلا جدال من أقوى محفزات التغيير وكذلك أقوى عوائقه!
إن ما أراه يمثل الخطوة الأولى نحو النجاح أن ترتب فيها أفكارك وتراجع نفسك وتحدد أهدافك وهذا لا شك سيدعمك من الداخل ويمدك بالطاقة اللازمة وسيشحذ همتك نحو النجاح، انظر إلى الأمام وتأمل في مستقبلك! استشرف آتي الأيام، تأمل في شخصيتك.. منصبك.. دخلك.. شهادتك، ألا ترى أن التضحية بأمور كثيرة في الحياة كفاتورة للنجاح أمر منطقي ولا ينازعك عليه عاقل!
هل تكافئ يا صاحب الهمة نجاحاتك وتميزك وتغيرك نحو الأفضل برضاء هؤلاء الأصدقاء عنك أو عدمه؟!..
يجب أن تدرك أن الزرع الذي ستحصده أثمن بكثير من رضاء أصدقائك أو توتر العلاقة معهم!
أخي الفاضل إن من أعظم حقوقك في هذه الحياة حرية التصرف بما لا يتعرض مع الثوابت وأنت هنا لست مطالباً بتقديم تبريرات أو اعتذارات وتأكد انك لست مركز الكون عندهم ولا تتوقع أن غيابك سيزعجهم كثيراً... وعلى أسوأ الاحتمالات ماذا لو توترت العلاقة بينكم؟ فحيهلا به ومرحبا به إن كان التميز والتطور نحو الأفضل هو الثمرة.. وإن شئت أن تبرر انقطاعك بظروف مستجدة فلك ذلك وبإمكانك التواصل معهم عن طريق الرسائل والاتصالات بعدما ترى نفسك قادراً على التأثير فيهم وتغيرهم.
أقدم متوكلاً على الله فالأيام تهرول والعمر يمضي وتأمل معي الميزة الرائعة «الإصرار»، إن صاحبها يهزم جميع المعارضين، ويُمنح الثقة، ويمحق العقبات، إن الجميع يثقون بالإنسان الذي يتمتع بالإصرار لأنهم يعرفون أنه عندما يتولى أمراً فإن المعركة تكون شبه محسومة لصالحه!
اتخذ قرارك الآن والحياة لا شك عبارة عن قرارات والعظماء فقط هم من يملكون القدرة على اتخاذها... أبحر نحو جزيرة النجاح وجدف مسرعا لها. واستعن بصحبة طيبة تعينك على الخير وتشد من أزرك وتقوي من عزيمتك، واسأل المولى أن ييسر أمرك ويبارك جهدك.
شعاع:
البعض ينظر إلى العالم ويقول: لمَ، وبعض الناس ينظر إلى العالم ويقول: لمَ لا؟