تعقيباً على خبر حادث طالبات جامعات حائل الذي نشر في «الجزيرة» أقول: رحم الله فقيدات جامعة حائل، وأسكنهن فسيح جناته.. وألهم أهلهن الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

وعزاؤنا أولاً إلى قائد مسيرة التنمية والتطوير بمنطقة حائل سمو الأمير سعود بن عبد المحسن وسمو نائبه الأمير عبد العزيز بن سعد حفظهما الله، وإلى أولياء أمورهن الأعزاء وإلى منسوبي الجامعة الغيورين وأهالي منطقة حائل الكرام، والحقيقة إنها لبشرى كبيرة يزفها سمو أمير المنطقة إلى المجتمع بافتتاح ست كليات جامعية على مدى عامين متوالين وقد أسعدتني هذه البشرى شخصياً لما لها من دور فاعل في التنمية البشرية بالمنطقة وبعيداً عن الانتماء الشخصي لمدينتي (الحليفة) والتي توفي منها بنات عمومتي رحمهن الله، أقول مستعيناً بالله بتقديم هذه الرؤى حيال افتتاح كليات جامعية بكل من: بقعاء، الروضة، الحائط، كمرحلة أولى لهذه الأسباب:

- بقعاء: بعيداً عن كونها محافظة فئة (أ) لكنها تتمتع بكثافة سكانية جيدة قياسا لمدن المنطقة وقد نالت قصب السبق في كثير من مشروعات التنمية بالمنطقة حيث أفادها هذا التصنيف.. وهي بلاشك مهيأة لأن تكون أول مدينة يفتتح بها كلية جامعية.

- الروضة: صحيح أنها ليست محافظة ولكنها تمتلك إرثاً حضارياً قديماً من حيث التعليم، والكل يعلم أنه في عام 1417 - 1418هـ تم اعتماد افتتاح كلية تربية متوسطة للبنات بها، ولكن هناك أسباب غير معروفة للجميع تم تأجيل افتتاحها حتى وقتنا الحالي فهي من وجهة نظري وهو أمر معروف لدى الجميع أنها أول مدينة بعد مدينة حائل الأم تم افتتاح مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية للبنات وأول مندوبية للتعليم تباشر عملها بالمنطقة.

السبب الثاني: من مميزاتها أيضا أنها تتوسط أربع مكاتب للتربية والتعليم فمن جهة الغرب مكتب الغزالة على بعد 60كم ومن جهة الشرق مكتب سميراء 60كم ومن الجنوب مكتب السليمي 58كم أي أنها تخدم مدارس كثيرة وبمسافات متقاربة.

السبب الثالث: وجود شبكة طرق تربطها بتلك المدن والقرى.

- الحائط: بعد استحداث الإسكان الخيري بمدينة الحائط أصبح هناك كثافة بشرية كبيرة وعلى امتداد مساحة جغرفاية شاسعة، يساعدها على أن تتبوأ مكانا متقدماً لها بين مدن المنطقة، وهي بذلك تخدم جميع المناطق الجنوبية الغربية وأجزاء من المنطقة الجنوبية نواحي الحليفة والنحيتية وغيرها.

ولربما في مرحلة أخرى تكون الشملي والشنان وموقق يتحقق لها افتتاح مثل هذه الكليات لقرب حجمها من تلك المدن التي ذكرتها آنفاً.

سمو الأمير سعود: كتبت هذا بعيداً تماماً عن عاطفتي وانتمائي، إما إذا كانت العاطفة لابد فإني أرشح مدينتي الحليفة لتحتضن إحدى الكليات وكذلك الغزالة لما لي باسكانها الخيري من قرابات.. لكني أشهد الله سمو الأمير بأن لغة العقل والمنطق هي من تسير قلمي نحو إحقاق الحق ولا غيره، ولا غيرك يستطيع إحقاقه عبر مجلس المنطقة الممتلئ بالمحسوبيات والعاطفة.

وأرجو يا سمو الأمير أن تكون وجهة نظري هذه مواكبة للتطلعات التي ينشدها سموكم الكريم وسمو نائبك، حفظكم الله ورعاكم.

عيد بن صالح بن خاتم الرشيدي