قرأت في عدد الجزيرة رقم (14296) في 23-12-1432هـ ما كتبه مساعد الكثيري تحت عنوان (بقي على الوسم أسبوعان ولم ينزل المطر) عقَّب فيه على توقعات الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق.
وتعليقاً عليه أقول إن لله سبحانه وتعالى هو وحده المتصرّف بهذا الكون ومجرى نواميسه ومنها إنشاء السحاب وإنزال المطر، فهو الذي يرسل الرياح فتثير السحاب فيبسطه في السماء ثم يؤلِّف بينه ويجعله ركاماً ويسوقه إلى البلد الذي يشاء فينزل به ماء المطر. ومن قدره ومشيئته جعل الدورات المناخية قحطاً متتابعاً ومن مطر متتابع مثلما حصل زمن يوسف عليه السلام وتفسيره رؤيا الملك.
{قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ} ويُقال إنه في زمن الخلاوي اجتاح منطقة نجد جفاف انقطاع متواصل للمطر لمدة سبع سنين متتاليات وكانت الرياح خلال هذه المدة ساكنة وفي نهايتها لاحظ الخلاوي بداية هبوب الرياح فاستبشر خيراً وفعلاً جاءت بعدها سبع سنين ممطرة. آباؤنا وأجدادنا تمر عليهم سنين من الجفاف والقحط يجلون على أثرها إلى البلاد المجاورة لطلب الرزق، ومن تقلّبات المناخ بإذن الله لاحظنا أنه في أعوام 1415 و1416 و1417 و1418 و1419 و1420 و1421هـ ولمدة سبع سنين كان المطر ينزل بإذن الله في أول الوسم وحتى منتصف الشتاء ثم يتوقف وفي أعوام 1422 و1423 و1424 و1425 و1426 و1427 و1428هـ كان المطر ينزل في آخر الوسم ويتوقف في آخر الشتاء ولمدة سبع سنين في أعوام 1429 و1430 و1431هـ يتوقف المطر بإذن الله في الوسم والشتاء وينزل في الصيف، وهذا من سنن الله وتقديره. والله أعلم.
محمد عبدالله الفوزان - محافظة الغاط - ص ب 39