ارتفعـت أســـعار الذهب وتضاعفت عدة مرات على مدى العامين الماضيين حتى وصلت إلى أسعار خيالية، وما زال الناس يشترونه ويكنزونه خوفاً من المستقبل المحيّر.
ويعيد الخبراء أسباب ارتفاع الذهب لعدم الثقة بالدولار فضلاً عن الوضع الاقتصادي العالمي الذي يتردى وينذر بانهيار كبير!
قبل فترة تم تنفيذ القصاص في شقيقتين حُكم عليهما بالقتل حداً لطعنهما إحدى قريباتهما بسكين في رقبتها مما أدى لوفاتها إثر دخولهما إلى منزلها بقصد سرقة مجوهراتها، وبعد أن سلبتا حليِّها وقتلتاها لاذتا بالفرار، إلا أنه تم القبض عليهما ونفذ بهما القصاص!
توقفت عند هذه الحادثة دون غيرها، ليس لأن الجانيتين امرأتان، ومن النادر أن تقدّم امرأة على القتل نظراً لعاطفتها، ولكن دهشتي كون سرقة الذهب دافعًا للقتل، حيث يبدو أن لديهما معلومات بامتلاكها الذهب، وهو برأيهما يستحق المغامرة في هذا الوقت بالذات الذي وصلت أسعاره لأرقام فلكية. فهل كان الذهب في حالة المرأة القتيلة ملاذاً آمناً؟ أم سبباً لجلب المصيبة والنهاية المأسوية من قتل وسلب بعد عراك ونزال انتهى بالموت لثلاث سيدات وذكرى مؤلمة لابنة القتيلة وهي تشاهد والدتها تدافع عن نفسها وعن حليّها؟! بحسب ما ذكر في بيان وزارة الداخلية، حيث حاولت الدفاع عن والدتها ولكنها فشلت بعدما أمسكت بها إحدى القاتلتين.
وأياً كانت دوافع السرقة لهاتين المرأتين القاتلتين سواء كان بسبب الحاجة والعوز أو من باب الحسد والطمع فهي دوافع غير مشروعة.
كما أن دفاع المرأة واستماتتها لأجل الحفاظ على الذهب أمر مستغرب، فالروح أغلى من الذهب! ولكن وهجه وبريقه يعمى الأبصار ويؤكِّد أن المال للأسف عديل الروح.
لا جدال بأن من يموت مدافعاً عن نفسه وعرضه وماله يعد شهيداً، فلو عكسنا الحدث وتم قتل السارقتين بيد صاحبة الذهب دفاعاً عنه، فهل يستحق أن يعرِّض المرء حياته لأجل الحفاظ عليه؟ تناوشتني تلك التأملات في حال الناس وتفكيرهم بالمستقبل وحرصهم على تأمينه بكل السبل والإمكانيات، وهو أمر مشروع في مجمله ولكن أن يفنى العمر بحثاً عن ذلك الأمن الوهمي دون التوكل على الله فهو الخسران المبين! وعليه - والحالة هذه - ضرورة التخفّف من القلق، فدورة الحياة لا تتوقف على صعود أسعار الذهب والعقار وارتفاع قيمة الأسهم والسندات؛ بل هي أكبر من ذلك وأكثر اتساعاً برحمة ربنا ولطفه وسعة رزقه لمن يشاء من عباده.
فالله هو الملاذ الآمن دون سواه، وهو من بيده ملكوت كل شيء، وهو - عزَّ وجلَّ- الذي سيرث الأرض ومَن عليها، وكل له راجعون.
فلمَ القلق إذاً؟ ولمَ الخوف؟ ولمَ الوجل؟ فما سُمي الذهب بهذا الاسم إلا أنه يذهب ولا يبقى، بينما {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.
rogaia143@hotmail.comwww.rogaia.net