أوضح مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي بادود في تصريح صحفي: «إن عدد المصابات في حريق مدارس براعم الوطن الأهلية بحي الصفا بلغ (59) مصابة،فيما غادر عدد من الحالات بعد تلقي العلاج،وأن هناك ثلاث حالات مازلن في العناية المركزة.

ومن ناحية أخرى،قام أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل،بزيارة لمنزلي المعلمتين اللتين قضيتا في حريق مدرسة (براعم الوطن) بجدة،نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز،وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية،قد خففت كثيراً من مصابهما.

وأعلنت الدكتورة نورة الفايز نائب وزير التربية والتعليم أنه سيتم توجيه من وزير التربية والتعليم،بتشكيل لجنة وزارية للتحقيق في حادث الحريق الذي شب في مدارس براعم الوطن بجدة.

وفي عروس الشمال (حائل) وقع تصادم قوي بين سيارتين يودي بحياة (12) طالبة جامعية والسائقين بحليفة حائل.

ومن جهة أخرى، قدم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل،نيابة عن القيادة السعودية،صادق تعازيه لأسر الطالبات المتوفيات والمتوفين في الحادث،وقال سموه: «إن الفاجعة كبيرة والحزن عميق ولا يمكن أن نستطيع في هذا المصاب الجلل التعبير»،موجها سموه بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومعرفة تفاصيل الحادث والجوانب المتعلقة بنقل الطالبات المتوفيات وغيرهن، مشددا سموه على أهمية معاقبة المقصرين والعمل علي إيجاد الحلول الشاملة لمشاكل النقل والطرق... إلخ.

وليس لدينا أدنى شك في اهتمام قيادتنا الرشيدة،ان كان في مكة المكرمة أو في حائل،فموقف القيادة هناك والتي تستمد توجيهاتها من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين - حفظهما الله - موقفهما صريحاً وصادقاً ونقياً. ولكن ما يثير التساؤل،معرفتنا بالتقرير الذي رفع من هيئة الرقابة والتحقيق بمنطقة مكة المكرمة والذي اعدته مفتشات من الهيئة والذي أكدن فيه: «عدم توفر وسائل السلامة في المدرسة المنكوبة». وأوضح المصدر - الذي رفض ذكر اسمه - ان التقرير المذكور قد رفع لأمير منطقة مكة المكرمة والذي يفيد بأن سبب الحريق يعود إلى حدوث (تماس) كهربائي في كميات كبيرة من الأوراق (المهملة) والمتروكة داخل مسرح المدرسة في الدور الأرضي،مما أدى إلى اندلاع الحريق بصورة سريعة وداهم الطالبات... إلخ.

ودعونا نتكلم بكل صراحة وبكل شفافية وبكل منطقية ودون عواطف أو محاباة،لا شك أن القضاء والقدر يلعب في أحيان كثيرة في أخطائنا وحياتنا،ولكن: «وجعلنا لكل شيء سببا». وأيضا لازلنا نعاني من وقوع بعض الحوادث الشنيعة والجرائم القاسية بسبب الإهمال والفساد واللا مبالاة، والتي اعتدنا ولسنوات طويله أن نعلقها علي شماعة (القضاء والقدر)،لتكون وسيلة قذرة لحماية الفاسدين والمهملين واللا مبالين،وعدم مطالبتهم بتصحيح فسادهم وأخطائهم وجرائمهم والتي من اجلها أنشئت (جمعية محاربة الفساد) وكذلك جمعية (حماية المستهلك). لازلنا نعاني في مجتمعنا السعودي فقدان الولاء للوطن،وانتشار ضعاف الضمائر،والذين يضعون مصالحهم قبل مصلحة الوطن والمواطن والمقيم. فما حصل في مدرسة براعم الوطن بجده وحادث سيارة حائل،وتعرض طالبات بريئات إلى هذه الحوادث المؤلمه،لا يمكن ان نبرره بأنه (قضاء وقدر فقط)،بل قولوا معي جميعكم،ببساطة إن للفساد والإهمال واللا مبالاة من قبل المسؤولين في هاتين المؤسستين التعليمتين وكذلك في بعض الوزارات والدوائر الحكومية سبباً رئيسياً،ونحمّلهم مسؤولية هذا الحدث المؤلم.

أخيرا من هذا المنبر الإعلامي نؤكد ونطالب ونقول: يجب معاقبة ومحاسبة المقصرين والمسؤولين ليس لهاتين الحادثتين فقط،بل للفاسدين والمهملين واللا مبالين في كل وزارة ودائرة وجامعة ومدرسة ومستشفى ومصنع ومطعم... إلخ. فأرواحنا غالية وسلامتنا مهمة.. ونبدأ جميعا بدعم جمعية (محاربة الفساد) و(جمعية حماية المستهلك)، بل أي جمعية أو مؤسسة أو لجنة لمحاربة الفساد والفاسدين! وسينتصر الحق على الباطل بإذن الله.

- الرياض