يواري الثرى اليوم جثامين معلمات توفين في حادث أليم لم يهز مدينة جدة فحسب بل هز الوطن بأكمله. ونحن ندفن بناتنا اليوم آمل أن نصلي أيضا على تعليمنا الأهلي ثم نواريه الثرى بجانب الشهيدات. كنتم عندما تتحاورون مع بعض ملاك المدارس الأهلية وبعض مشرفيهم التعليميين تجدونهم يتشدقون أمامكم بحسهم الوطني الرفيع وبدورهم المفصلي في تطوير ونشر التعليم، كانوا لا يكفون عن محاولة إقناعكم بأنهم يطبقون أحدث النظريات التعليمية والتربوية، فهذا يقول لكم نحن نطبق نظرية منتسوري العالمية، وآخر يقول لكم نحن نستخدم أساليب التعلم التعاوني، وآخر يقول لكم لدينا برامج متقدمة في تنمية الإبداع والتفكير العلمي، أي إبداع وأي تفكير علمي وأي بطيخ. دعونا نكون صرحاء فورقة التوت قد سقطت عن معظم (وليس الكل بالطبع) مدارسنا الأهلية أمام مسمع ومرأى وزارة التربية والمواطنين الغيارى. لقد حذر معظم التربويين في هذه البلاد من النتائج الوخيمة التي سيجرها التعليم الأهلي على البلاد لو استمر بصورته المحزنة الحالية، تعليمنا الأهلي وضع الربح المالي همه الأول والأخير، وليذهب التعليم إلى الجحيم.
لا تخدعكم أعلاناتهم وتوظيفهم لبعض التربويين لخدمة أهدافهم الربحية. لقد وجدت مدارس التعليم الأهلي نفسها يجني أرباحا طائلة دون أدني متابعة ومحاسبة من أجهزة الدولة المعنية (وزارة التربية، الدفاع المدني،...الخ).
تذكروا الدرجات التي يغدقونها على الطلاب ويكيلونها لهم بلا ضابط، وتذكروا غش الطلاب، تذكروا استثمارهم البشع لحاجة المعلمين السعوديين ليوظفوهم براتب بخس، تذكروا أنهم ساهموا في نشر ثقافة «المعلم الخصوصي» فعطلوا قدرات طلابنا، تذكروا أنهم يستقدمون معلمين أي كلام، تأملوا في الصباح السائق الأسيوي وهو يقود أوتوبيس المدرسة الأهلية بكل استهتار.
إذا كانت المدرسة الأهلية تستهتر بحياة الطالب فهل تظنونها ستهتم بتعليمه.
جامعة الملك سعود