لأنني أمون على الزميل تركي الدخيل، كوني كنت أحد ضيوف إضاءاته، فسأنقل له عدم ارتياح الكثيرين من السؤالين اللذين طرحهما على محمود جبريل، رئيس المكتب التنفيذي المستقيل بالمجلس الانتقالي الليبي، والمتعلقين بالشخصية « الداخلية « لمعمر القذافي، وذلك لأن الإجابة عليهما، لن تقدم ولن تؤخر في فهم فترة حكم هذا الطاغية، أو فهم نهايته.
وإذا كان أبوعبدالله لم يتوقف طويلاً أمام السؤالين، ليحدد: هل يسألهما أم لا، فلقد كان على جبريل، المحسوب على الفكر الإستراتيجي، ألاَّ يجيب عليهما، لأنه قد يقع يوماً ما في نفس الموقع، ويسأل الناس عنه نفس هذه الأسئلة الداخلية، التي لن يعرف أحد ما إذا كانت الإجابات بخصوصها صحيحة أم لا، كونها مغرقة في الظلام الجسدي!!
لقد صار مزاج المشاهدين على خلاف مع كثير من البرامج التي تطرح حوارات سياسية، لكونها تدخل في خانة تصفية الحسابات أو المبالغات أو الأكاذيب أو الزعيق. وما عليك إلا أن تشاهد ما بثته القنوات الإخبارية، خلال السبعة أشهر الماضية، من حوارات مع المثقفين العرب، بخصوص الثورة السورية، وكيف كانت تتحول في النهاية الى خناقات بالألفاظ النابية أو بالكراسي، مما شوّه الثقافة العربية والإعلام العربي من جهة، والثورة السورية من جهة أخرى!