تبوك- عبدالرحمن العطوي

ضرب المواطن محمد صالح الحميدي أمس السبت أروع الأمثلة في العفو والتسامح لوجه الله تعالى حيث حضر لمكتب رئيس محاكم منطقة تبوك الشيخ سعود اليوسف وأعلن تنازله عن طلب القصاص في السجين عبدالله عطيه العطوي (24) عاماً والذي قتل ابنه عبدالعزيز محمد الحميدي يرحمه الله قبل ثلاثة أعوام وقد صادق على هذا التنازل شرعاً في مكتب رئيس محاكم منطقة تبوك الشيخ سعود اليوسف.

وقال اليوسف في تصريح لـ(الجزيرة): إن المواطن محمد الحميدي حضر له وأثبت تنازله لوجه الله تعالى دون مقابل بعد توسط أهل الخير، مؤكداً أن مثل ذلك هي بذرة حسنة في أبناء هذا الوطن الذين يرجون الأجر والمثوبة من الله في مثل هذه الأعمال وهذا من التسامح والعفو عند المقدرة، كما أضاف ان المعفو عنه عبدالله عطية العطوي صدر بحقه حكم شرعي يقضي بقتله قصاصاً وصدق الحكم من محكمة التمييز ومن المحكمة العليا.

من جهته قال المعفو عنه عبدالله عطية العطوي لـ(الجزيرة) بعد أن سجد لله شاكراً: أدعو الله أن يجزي والد ووالدة القتيل خير الجزاء عنا في الدنيا والآخرة ويجعل ما قدماه من صنيع في موازين حسناتهم، واضاف: لي في السجن ثلاثة أعوام حفظت خلالها كتاب الله الكريم واستفدت مما حدث لي وأنا كل يوم أعيش في ندم وأحاسب نفسي ألف مرة على ما حدث مني في لحظة غضب كانت نهايتها دخولي السجن والحكم علي بالقتل وكان موعد التنفيذ قريباً لكن رحمة الله واسعة وأنا تائب إلى الله وعند خروجي سوف أذهب لبيت الله الحرام للعمرة، وواصل حديثه: إنني يتيم الأب وكانت والدتي التي تدعو الله لي بالفرج كل يوم وهي تعيش على أعصابها ولا تعلم ماذا سيكون مصير ابنها لكن الحمد لله على هذا الفرج وانني أدعو الله للمتوفى بأن يرحمه رحمة واسعة ويسكنه فسيح جناته، ومهما شكرت وتحدثت فلن أوفي والد ووالدة المتوفى حقهما، وفي نهاية حديثه قدم شكره لإدارة سجون تبوك ممثلة في مديرها العقيد منصور المطلق ولكافة ضباط وأفراد السجن ولمنسوبي الشؤون الدينية على ما وجده وكافة السجناء من اهتمام وحثهم على حفظ كتاب الله.