لم تكن المساحة ضيقة..
تتسع بمنتهى رحابة المكان..
الناس يتناكبون بأصواتهم..
ثمة أوجه عديدة تتداخل في المرآة..
لم يكن من أحد وحده..
الخطوات تتشابه.. الوجوه تتشابه..
الأصوات لا تكاد تلتقطها..
دعوة عابرة ملحة, أن أرافقها لساعة داخل سوق يكتظ..
لي زمن عن مواقع الازدحام..
خيل لي أنّ الناس كلهم في المدينة على قدم احتياج..
هناك من يتكلمون لا يصمتون..
من يضحكون وهم يمشون..
من يأكلون وهم واقفون..
من يحملون أرتالاً وهم يترافقون..
النساء تحمل صغارهن, وبعض الآباء يفعلون..
ربما الإخوة, أو الخيلان..
المحلات تدفع بما فيها ولا تفرغ..
الناس تبتاع ولا تشبع..
الوجوه تحمل تعاليمها.. والعيون تتبع طرقها..
كلهم يتجهون لأغراضهم..
بعضهم لا غرض له, ولا وجهة..
تماماً كما أنا..
ليس غير استجابة..
مرافقة ساعة صكت أذني بضجيج المتزاحمين..
الإنسان لا يكل من الشراء..
ولا يمل من اللهاث..
لكنه خلع عنه بعض أستاره..
وارتدى أقنعة كثيرة..
مع أنّ النساء خلعت عنها أقنعتها..