|
جازان - أحمد حكمي
أدت الأمطار المتواصلة على قرى المناطق الجبلية في جازان خلال الأيام الماضية إلى إحداث الكثير من الأضرار بالمنازل؛ الأمر الذي اضطر رؤساء المراكز هناك إلى تكوين لجنة لمعاينة الأضرار وإخراج بعض السكان ممن تشكل منازلهم الآيلة للسقوط خطراً عليهم وعلى أسرهم.
أحد المواطنين الذين اضطروا للخروج من منازلهم هو حسن بن قاسم أحمدي ويسكن في قرية حجل بني مشيخ، إحدى القرى التي تقع على سفوح جبال مركز منجد التابعة لمركز العيدابي. ويروي حسن لـ(الجزيرة) قصة خروجه من منزله محملاً بما يثقل كاهله، وأمام أمر واقع لا محالة منه للمحافظة على أرواح 22 نسمة من أفراد عائلته.
خرج حسن من بيت ضم خلال السنوات الماضية 3 زوجات، إضافة إلى 19 من أبنائه، وبأمر من لجنة تم تكوينها من الدفاع المدني بصبيا وبلدية هروب بعد أن وجدوا أن منزله آيل للسقوط، ولا يصلح للسكن، ولا بد من إخلائه بأسرع وقت ممكن، وتمت كتابة محضر بذلك.
يقول حسن: خروجي كان متعباً، خاصة أن عائلتي كبيرة، ولكن وبعد عناء وجدت 3 شقق صغيرة لاحتوائهم، بإيجار وصل إلى 3000 ريال في إحدى القرى الجبلية، ولا يبقى من راتبي التقاعدي سوى (1800 ريال) أصرفه عليهم!
ويضيف: أجد حرجاً كبيراً من أولادي عندما لا أجد لهم مكاناً يؤويهم مع ضيق الشقق التي استأجرتها وكثرة عددهم، لكن نحاول تدبر الأمر بقدر المستطاع.
قصة حسن واحدة من القصص التي خلفتها سيول المناطق الجبلية، والتي لا يعلم الكثير من السكان هناك كيف يتصرف أمامها مع قلة الحيلة ووعورة الطريق.
حياة في مجملها تحمل التعب والشقاء، لكنها تحتاج إلى التفاتة المسؤولين للوصول إلى تلك المناطق الوعرة وتلمس احتياجات المواطنين.