بالأمس القريب فقدت الرياض عامة وأسرة آل سعود خاصة اثنتين من أمهاتنا الغاليات على الجميع، الأميرتان منيرة بنت عبدالعزيز بن مساعد وسلطانة بنت تركي السديري لقد أحدثت وفاتهما رنة حزن وألم وأسى لجميع محبيهما وعارفي فضلهما لما يتمتعان به من سيرة حسنة وخلق كريم وتواضع جم واستقامة وصلة رحم وتواصل على البر والتقوى. لقد رحلت الغاليتان على الجميع صاحبتا النفس العظيمة القادرة والواثقة.. نفسان نشأتا وترعرعتا على القيم السامية التي لم تقتصر آثارها على نفسيهما فحسب ولكنها امتدت إلى جوانب هامة من حياتهما الاجتماعية فأعلنتا عن أنفسهما أروع إعلان في كرمهما المأثور بكل تفاصيله وفي شهامتهما ومروءتهما، لقد كانتا رقيقتا المشاعر لطيفتا الوجدان، كان التواضع طبعهما وسجيتهما ترى في سلوكهما طبعتهما الخاصة التي تدلك على إيمانهما العميق الذي أضفى على أنفسهما إحساساً رهيفاً ساميا ينبع من فطرة تسيل بشاشة وإخلاصاً، وقلب عامر يحب الناس وسريرة صافية ونفس تسخو بالمروءة.
كانتا يسعيان إلى الشفاعات الحسنة للمحتاجين ومن أعمالهما المباركة العطف على المساكين وإغاثة الملهوفين فإن كل هذه الأعمال المباركة ستلقاهما عند الله خيراً وأعظم أجراً فقد كانتا محبتان للجميع والجميع يحبونهما فقد ثبت ذلك من كل الناس المواسين والمعزين في وفاتهما من شيب وشباب ونساء جزاهم الله كل خير ووفقهم لما يحبه ويرضاه.
رحم الله أمهاتنا الغاليات وعزائي للأسرة المالكة مثلما هو العزاء لنا بكما، فرحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهما الفردوس الأعلى في الجنة مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. والحمد لله على قضائه وقدره.
و (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) .