|
دمشق- بيروت- وكالات :
دعا المجلس الوطني السوري الذي يجمع غالبية تيارات المعارضة أمس الاثنين إلى إعلان حمص «مدينة منكوبة» مطالباً بتوفير «الحماية الدولية» لسكانها. وجاء في بيان صادر عن المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري أنه «لليوم الخامس على التوالي يفرض النظام السوري حصاراً وحشياً على مدينة حمص» مؤكداً «استخدام النظام للمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطيران الحربي في قصف الأحياء السكنية المأهولة». وأفاد البيان عن معلومات «تؤكد قيام النظام بشن هجوم واسع النطاق ليلة الأحد الاثنين على أحياء حمص من عدة مداخل، وحدوث عمليات قتل عشوائية تقوم بها ميليشيات النظام». وأشار إلى «انتشار الجثث وعدم تمكن الأهالي من دفنها أو الوصول إلى المشافي بسبب القصف وعمليات القنص». وجاء في البيان أن المجلس الوطني السوري «يعلن للرأي العام العربي والعالمي حمص مدينة منكوبة» داعياً إلى «توفير الحماية الدولية» للمدنيين. وطالب البيان الأمم المتحدة وجامعة الدولة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وكافة الهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بـ»إعلان حمص مدينة منكوبة إنسانيا وإغاثياً وتطبيق التشريعات الدولية الخاصة بتقديم العون الطبي والإغاثي». وعلى الصعيد الميداني دخلت قوات وشبيحة موالين للرئيس السوري بشار الأسد حي بابا عمرو السكني في مدينة حمص بعد ستة أيام من قصف الدبابات للمنطقة الذي أسقط عشرات القتلى وأصاب مئات, حسبما ذكر سكان ونشطاء أمس الاثنين. وانسحب المنشقون عن الجيش الذين كانوا احتموا في بابا عمرو وساعدوا في الدفاع عن المنطقة السكنية التي شهدت تجمعات حاشدة في الشوارع ضد حكم الأسد.
وأضاف السكان والنشطاء أن القوات الموالية لبشار دخلت الحي أثناء الليل. وقال الناشط عمر إيدليبي إن القصف اشتد ليلة الأحد وحتى الساعات الأولى من صباح أمس في حي بابا عمرو، وأن 23 شخصاً لقوا حتفهم في حمص منذ الأحد، بينهم 16 شخصاً في منطقة بابا عمرو. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن «اشتباكات عنيفة جداً بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة تدور الآن بين الجيش النظامي السوري ومجموعة انشقت عنه في حي بابا عمرو» في حمص. وأضاف المرصد أن لديه «معلومات عن سقوط العشرات من الطرفين بين قتيل وجريح». وفجر أمس الاثنين أعلن المرصد أن «إطلاق رصاص كثيف يسمع الآن الذي تعرض مساء الأحد لقصف عنيف بالرشاشات الثقيلة وسمعت فيه أصوات أكثر من 40 انفجاراً هزت الحي». من جهتها اتهمت دمشق واشنطن الأحد بـ»التورط مباشرة» في أعمال العنف التي تشهدها سوريا منذ منتصف مارس، مؤكدة أن دعوة الخارجية الأميركية الناشطين السوريين لعدم الاستجابة لعرض النظام بالعفو عنهم مقابل تسليم أنفسهم هي «محاولة لتعطيل» المبادرة العربية التي «تبذل دمشق كل الجهد لتطبيقها». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله إن «سوريا ترى في دعوة الخارجية الأميركية للمسلحين عدم تسليم أسلحتهم تورطاً مباشراً للولايات المتحدة بإحداث الفتنة والعنف في سوريا التي كلفت الشعب السوري جيشاً وشرطة ومواطنين الكثير من الضحايا الأبرياء». وتعقد اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا اجتماعاً مساء الجمعة القادم، برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثان، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، لتدارس الموقف قبيل انعقاد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب يوم السبت المقبل.
وانتقد يوسف أحمد سفير سوريا فى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية التصريحات التي أدلى بها الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربى ونائبه أحمد بن حلى التي دعوا فيها الحكومة السورية إلى تنفيذ التزاماتها التي وافقت عليها في خطة العمل العربية لحل الأزمة.
وأضاف أن من المفروض أن تقوم الأمانة العامة للجامعة العربية بالدور التنسيقى بين الحكومة السورية واللجنة الوزارية وليس أن تنصب نفسها طرفا فى مواجهة الحكومة السورية.