Monday  10/10/2011/2011 Issue 14256

الأثنين 12 ذو القعدة 1432  العدد  14256

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

لقد أصبحت أسعار الذهب حديث الإعلام والمجالس، فالمضاربون والمستثمرون طويلو الأجل المستهلكون وقعوا في حيرة الشراء أو الانتظار والتأمل، فمنهم من يرى ذلك التذبذب مبرراً ومنهم من يجده غير مبرر ومنهم من لا يعرف من الذهب إلا لونه... والسؤال الأهم: بعد أسواق الأسهم والبترول هل أصبح سوق الذهب هو اللعبة الجديدة؟

أغلقت كثير من المصانع أبوابها بعدما ارتفعت مواد الخام لأكثر من رأس المال بعدة مرات، وازداد عزوف كثير من مشتري الذهب المُصنَّع «للأستخدام الشخصي» بسبب زيادة الأسعار عن قوتهم الشرائية أو ترقبهم لنزول الأسعار، ومهما كانت التحليلات، فالخطر يكمن في وصول أسعار الذهب إلى أسعار خيالية وبطريقةٍ غير منطقية، فهل يا ترى يُعاد سيناريو سوق الأسهم ولكن بنسخةٍ ذهبية!!

يبرر الاقتصاديون والمحللون الماليون ارتفاع أسعار الذهب بوجهات نظر متقاربة وغالبيتهم يؤكد أن تتابع الأزمات الاقتصادية في دولٍ كبرى كأمريكا حالياً وأوربا في المستقبل القريب هي الخطر القادم، في توجهاتٍ نحو حفظ السيولة من التبخر كما حدث في أزمة الرهن العقاري، وعليه اتجهت كثير من كبار الصناديق السيادية وبعض الأفراد للهروب من أزمة انهيار العملة إلى مكان آمن وهو شراء الذهب الذي سيبقى ذهباً مهما انهار السوق العالمي، بل سيكون العملة الأقوى في زمنٍ تفقد فيه العملة النقدية قيمتها، فبدأت أسعار الذهب بالصعود حتى وصلت لسعر لم يشهده التاريخ الاقتصادي بالقرون الأخيرة، ثم ليعود بالنزول مرةً أخرى إلى سعر لم يشهده منذ 28 عاماً (حسب رويترز 26 سبتمبر) .

كل تلك التقلبات أتت مواتيةً للتصريحات الأمريكية حيال حلول الديون ودعم الاقتصاد الأمريكي بدلاً من إعلان إفلاسها، وتذبذب الأخبار حول العجز اليوناني وسياسة الخوف والتطمين الإعلاميين حول احتمالية انتقال العدوى إلى منطقة اليورو.

ولم يعد سراً أن السوق العالمي أصبح سياسياً أكثر منه أقتصادياً ، تستغل - وقد تفتعل - الأحداث لجني الأرباح، ويبدو ذلك جلياً بمجرد النظر لمؤشرات أسواق أمريكا ولندن والتي بدأت بالآونة الأخيرة بالصعود والهبوط سريعاً بطريقةٍ لم تعرفها تلك الأسواق قبل الأزمات المالية الأخيرة، وأعتقد أن من الحكمة أن لا نكون فريسة تكتيك تجار عالميين لرفع الأسعار باستغلال أحداث اقتصادية أو لتجفيف السوق ومن ثم تصريف مخزونهم.

قال صلى الله عليه وسلم: (حق على الله ما ارتفع شيء من الدنيا إلا وضعه) وكل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده، وتضخم السعر لأي سلعة كانت ذهباً أو بترولاً أو أسهماً أو أراضي أو غيرها من أدوات الاستثمار تشكل خطراً، فإن أصررت على البقاء محتفظاً بالذهب فعليك بربط الأحزمة جيداً للإقلاع والهبوط.

badr.alrajhi.office@gmail.com
www.badralrajhi.com
 

تذبدب أسعار الذهب حقيقة أم لعبة؟
بدر الراجحي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة