إلى أهل ملهم جميعاً.
* وصل الحارث القصر، كان الحارث المنذري (ابن ماء السماء) على عرشه الذهبي وفي يده السيف والصولجان ومن حوله الجند والمنشدات، شيوخ القبائل
والبهلوانات، والإمعات
وقد كان منشرح البال
لقرع الدنان. إنما الحارث اليشكري فقد كانت مهمته حقن دماء (أبناء وائل)
***
وقف الحارث اليشكري ليلقي (البيان) معلقة لم يجد مثلها للرجال، الزمان كان كالسيف منصلتاً ومتكئاً على قوسه
إلى أن خرج الدم
من كفه والبنان
(أوضح) الوجه كان
بل أبيض الوجه كان
إنه الحارث اليشكري يعود إلى
أرض (ملهم) - ثانية -
في الزمان المعُاد
يزرع النخل والفل
يشيع السلام بهذي البلاد
يتلفت للأفق
لا شانئاً أو عذولاً
فلا قصر أو بيت شعر، أشاد
أن موطنه فوق ظهر الجواد
يسير إلى وجهه الشمس تلقُى عليه الأشعة
الشمس
يتآكل شيئاً فشيئاً
من البرص المستديم
فينحلّ - ينحل
شيئاً فشيئاً
ليتحول في آخر الأفق إلى كتلة من رماد
***
يتعاقب على حكم (ملهم)
قوم من البدو والحضر
كـ (باني الرجوم) ابن عطاء
الذي كان يحكمها مع (عقرباء)
بعد ذلك استوطنها (ابن طوق)
إلى أن حل فيها (الوباء)
وجاء (آل رباع) إلى أرضها
و(هلّ) عليها الثراء
جاء الرويس
ابن غشيان
جاء عبدالعزيز الحسن
ورجال كرام
قد سكنوها
بنوها وظلوا بها وأعلوا شأنها أمثال المحارب سعد بن عبيّد
مهما الليالي (قسن)
وكانوا ربيع الضيوف
وأوصاهموا أجدادهم
أن يشدوا لجام الردى
وأن يطلقوا للمكارم حبل الرسن