أثار البحث الذي قدمه مدير إدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية الدكتور عبدالرحمن الهدلق أمام ندوة المواقع الدعوية السعودية الأولى والتي اختتمت نهاية الأسبوع الماضي التساؤلات عن معنى وجود ستة آلاف موقع إلكتروني تبث الإرهاب مصدرها الغرب..
المواقع الإرهابية تلك التي تقدم خميرة للفكر الإرهابي وتجمع بين الترويج للفكر الضال ونشر ثقافة الإقصاء والتفكير، نشأت أول ما نشأت في الغرب، وبالتحديد في بريطانيا وأمريكا، وبجهود من المنشقين الذين وظفوا الدين لخدمة طموحاتهم السياسية، فأوجدوا ما يسمى بطبقة التدين السياسي. في البدء حصل هؤلاء الذين غالوا بالتطرف وانتهجوا أسلوب العنف والإرهاب لفرض خياراتهم على مجتمعاتهم الإسلامية مما جعلهم مطلوبين قضائياً وأمنياً في بلدانهم، حصلوا على اللجوء السياسي في بلدان غربية معروفة، وبمساعدة من جهات استخبارية وعناصر موالية لفكرهم، ثم توسعوا في إنشاء وإقامة المواقع الإلكترونية لنشر فكرهم الضال مستفيدين من ادعاء تلك البلدان تبنيها حرية الرأي. ومع أن حرية الرأي لا تسمح بنشر أفكار الإقصاء والكراهية وتدريب الناس على القتل من خلال تعليمهم على صنع القنابل وتحديد المواقع المستهدفة، وقبل ذلك نشر وترويج ثقافة الكراهية، إلا أن قادة الفكر الضال ومبتدعي الإسلام السياسي الذين وجدوا المكان الآمن في تلك البلدان، وجدوا الدعم والمساندة من دوائر وجهات غربية بعضها حكومي لتحقيق الاختراق في العالم الإسلامي، وإيجاد مبرر للتدخل في الشأن الداخلي للدول الإسلامية بل وحتى شن الحروب على بعض الدول التي تأثرت بالأفكار التي كانت ولا تزال تبثها تلك المواقع.
ستة آلاف موقع للإرهابيين موجه للمسلمين، تبث من الدول الغربية، هل هي صدفة، أم أنها عملٌ مدبرٌ أنتج كل الذي نراه من تشويش وفرقة وحروب؟
أم هو توظيف لحرية الرأي المزعومة من خلال تجنيد أدوات تروج لأفكار تمهد الطريق لاختراق الأعداء الذين لم يبخلوا عليهم بالملاذ الآمن والدعم الفني والمال الحرام.