Saturday  08/10/2011/2011 Issue 14254

السبت 10 ذو القعدة 1432  العدد  14254

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

** بين المتنبي وأمل دنقل « مواقعة « حوافرَ أنيقةٍ؛ فالعينان لا تنفعان لمن « استوت عنده الأنوار والظلمُ»، كما أن « تثبيتَ جوهرتين مكانهما « لا يحققان شرط البصر، ومثلما «هي أشياء لا تشترى» فهي كذلك لا تُرى وبخاصةٍ حين تستترُ انتفاعًا ومساومةً ونزولا وتنازلات.

** الإطار لا يعني المسار والبصر غيرُ البصيرة، لكننا نعلي العقل فنقدسه، أونلغيه فندنسه، وربما شككنا في ماهيته؛ ليتنازعه تفكيرٌ وتكفير، وأسرار وأسوار، ويجيء السؤال العتيد العنيد الذي أطلقه القصيمي يومًا: « أيها العقل من رآك ؟»

** لم يره أحد، لكن ثمة أكثرَ من عقل؛ فبعضُه للتصفيق والتصديق وسواه للتحليل والتعليل، ومن ينقمون على العقل العربي خموله يرونه مجرد عقل معياري لا سببي، مستقبل غير مرسل، مؤمنٍ بالحال ومؤَمِّن على المآل، وهوعقل ذاتيٍّ لا موضوعي؛ ومقلد غير منتج، وفي بعض ذلك حقيقة لمن يدرس فترات التهميش التاريخي مذ صار العقل ُوعاءً للتجميع، لكنه لا يعم كل المراحل ولا كلَّ العقول.

** انطلق العقل التنويري الغربيُّ عبر « كانت « والجدلي عبر « هيغل «، ورأى مفكرون في الفلسفة منقذًا من الترهل العقلي بوصفها طريق الإشراق، وتصورها غيرُهم دخولا في الأنفاق؛ وبدا العربيُّ داخل مساحات التأثر وخارج دوائر التأثير في ظل تنازع مدارس التقليد والتجديد فلم نستطع تخطي التيه وسط التيارات المتضادة كما لم تنبعث خطاباتٌ جديدة.

**اكتفينا بتغييرٍ في بعض الخطابات السياسية والاجتماعية والثقافية التي تتمدد وتنحسر، وتكثفت مراجعات الخطاب الديني وتراجعاته عبر فوارق الملل والنحل والأزمنة والأمكنة، واستمرت محاولات إحياء هذه الخطابات مرتهنةً لمحطات نمطيةٍ يرثها عن الشيخ المريد وعن الجد الحفيد.

**ولأن الخطاب الوعظي هوالأكثر شهرةً وتأثيرًا فإن تجديده أوتجميده يمسان النبضَ الجمعيّ والفردي وتفاعل الجو العام مع صياغاته المرتبطة بالنصح والفتوى والبيانات، ونبدو شبه متفردين به كما متفرجين عليه حين لا نطالب بتطويره في خطبة الجمعة ومحاضرات المدارس والمنتديات وقراءات ما بعد الصلوات ونشرات الملصقات والفضائيات.

** أخذت الخطابات الأخرى زمنًا كي تتطور بشكل محدود، وأخرج الخطاب الوعظيّ من عباءته من خرج على النص المُعاد؛ فالإرث والأثر لا يتبدلان، وبقي عصيًّا على من حاولوا نقله من التبعية والإنشائية.

** أثْرت مُناخات الربيع العربي بعضَ هذه الخطابات فغيرت في فواصلها ونقاطها، وبات على من يحيا في مدارات الكُمُون أن يفتح مساماته للشمس الجديدة قبل أن يشهدها ترحل بعيدًا فيعم الظلام وينفضَّ الأنام.

**الجمود انحسار فاندثار.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon
 

قبل أن ترحل الشمس
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة