كشفت أحداث العوامية للمرة الألف أنَّ المجتمع السعودي محصَّنٌ ضد محاولات الفتنة الطائفية التي تعمل على تأجيجها محطات فضائية عنصرية طائفية خدمةً لأجندة النظام الإيراني.
أن يخرج نفر قليل عن النص ويثيروا القاقل محاولين إحداث فتنة طائفية، فهذا شيء متوقع ويمكن أن يحصل في أي مكان في ظل سعي جهات تعمل على تنفيذ مخططات لخدمة أهدافها الشريرة.
كل هذا معروف ويتفهَّمه الجميع، وكان لعلماء ومثقفي وأبناء القطيف الرد الواضح على إفشال مثل هذه المخططات، فالذين تحدثوا عن محاولة إثارة الفوضى في العوامية وأكدوا تمسكهم بدينهم الصحيح ونهجهم الذي لا لبس فيه شخصيات لها اعتبارها وقيمتها وأهميتها في المجتمع السعودي وبالذات في القطيف المحافظة العزيزة على كل مواطن سعودي.
ولوأد الفتنة ومحاصرة موارد الإثارة التي تبثها المحطات الفضائية الطائفية التي يوجهها ويمولها النظام المارق في إيران، كان علماء القطيف ومثقفوها واضحين وصادقين في مبادراتهم الإيجابية، إذ لم يقبعوا ساكنين تاركين لأصحاب الجهالة والمعروفين بارتباطاتهم خارج الحدود استلاب رأي وموقف أهل القطيف خاصة وأبناء الشيعة عامة، ولم يكتفوا بالتنديد بما أقدم عليه نفرٌ قليل، بل تحركوا عملاً وقولاً مؤكدين على تحريم الطائفية بشتى أنواعها. وكان لافتاً مبادرة عدد كبير من العلماء والمفكرين والمثقفين من أبناء المحافظة في إعلان مواقفهم بكل صق وشجاعة، مطالبين بالتركيز على وحدة الوطن وقطع الطريق على الأبواق الفضائية المغرضة، وعلى محاولات استغلال الأنظمة الفاسدة التي تحاول تحويل الأنظار عن الأوضاع المزرية التي تعيشها شعوبهم، والتي تريد أن تصطاد في المياه العكرة ضمن محاولاتها لخلق فجوة بين أبناء هذا الوطن عبر العزف على الوتر الطائفي.
هذا الموقف الصادق والإيجابي والذي عبَّر عنه أكثر من مائة عالم ومثقف من أبناء القطيف يؤكد من جديد على أن السعوديين يملكون من الوعي ما يكفي للحيلولة دون اسغلالهم من أصحاب الأجندات الشريرة الذين يعرفهم الجميع والذين تؤكد أعمالهم وأقوالهم كرههم وعداءهم للإسلام وأبناء الطائفة بالذات، إذ يعملون على جعلهم حطباً لنيران حقدهم وعدائهم لهذا البلد المقدس وللعرب جميعاً.
أحداث العوامية أكدت بعد هذه المواقف الشريفة صلابة المجتمع السعودي وأنه محصَّنٌ وبقوة ضد المحاولات الشريرة التي يقوم بها النظام المارق وكل العملاء الذين يتعاونون معه.