|
لا تعد متلازمة الاستقلاب مرضاً بحد ذاته ولكنه مجموعة من الأمراض التي لها المسببات نفسها وهي السمنة في منطقة البطن. ولطالما اعتبرنا السمنة في منطقة البطن تراكماً لدهون في غير موضعها، ولكن تم اكتشاف أن تلك الدهون تفرز هورمونات ومسببات للالتهاب متعددة تؤدي إلى مقاومة لتأثير الإنسولين، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الدهون في الدم.
ولتعريف متلازمة الاستقلاب طبقاً لتعريف IDF 2004 فإنه يجب أن يكون هناك زيادة في مقاس الخصر أكثر من 102 سم للرجال، وأكثر من 88 سم للسيدات، بالإضافة إلى اثنين من الآتي:
1- ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية -150جم % أو أخذ علاج له.
2- انخفــــــاض نسبة الكوليسترول عالي الكثافة (40 مجم % للرجال ،(50 مجم % للسيدات أو أخذ علاج له.
3- ارتفاع ضغط الدم )85-130 أو أخذ علاج له.
4- ارتفاع نسبة السكر الصائم 100-110جم% أو أخذ علاج له.
ونتيجة للخلل في استقلاب الكربوهيـــــدرات والدهون فسيكون هناك ترسيب للدهون في الكبد مع احتمال ارتفاع نسبة إنزيمات الكبد، وكذلك ترسب الدهون حول القلب وحول الشرايين التاجية، وكذلك ارتفاع في نسبة حمض البوليك، وارتفاع عدد لا بأس به من مؤشرات الالتهاب، وكذلك ارتفاع نسبة الإنسولين ومادة الفريتين FERRITIN
عوامل مساعدة لحدوثها
إن حدوث متلازمة الاستقلاب في تزايد مستمر، وقد أرى في اليوم الواحد أكثر من 6 مرضى يعانون من تلك المتلازمة، وفي دراسة أمريكية وجد أن 34% ممن شملتهم الدراسة يعانون من تلك المتلازمة مقارنة بنسبة 22% في دراسة أخرى أجريت في وقت سابق، ومن العوامل التي تساعد على حدوث المتلازمة السمنة بمؤشر كتلة جسدية أكثر من 25، وسن اليأس عند السيدات، والتقدم في العمر، والتدخين، والإفراط في تناول النشويات، والحياة الرتيبة بدون ممارسة رياضة، ووجود تاريخ عائلي للسكري أو متلازمة الاستقلاب.
خطورتها على الصحة
الإصابة بمرض السكري، وارتفاع نسبة الإصابة بأمراض الشرايين التاجية وشرايين المخ والذي يؤدي إلى حدوث ذبحات وجلطات في القلب والمخ، لذا عزيزي القارئ ماذا تفعل إذا كنت فعلاً تعاني من وجود سمنة في منطقة البطن (الكرش)؟؟!!.. يجب عليك أن تتوجه إلى طبيبك المعالج للفحص وعمل اختبارات معملية لتشخيص تلك المتلازمة.
العلاج
من الواضح أن تلك المشكلة تبدأ من تراكم الدهون في منطقة البطن ولذلك فإن العلاج يبدأ من التخلص من السمنة عامة وفي منطقة البطن بخاصة، وذلك يحتاج إلى نظام غذائي معين وكذلك ممارسة التمارين الرياضية حوالي 30 دقيقة يومياً. ومن أشهر أنظمة الحمية هو نظام (شعوب البحر الأبيض المتوسط) الذي يتكون من الفواكه والخضروات والمكسرات والحبوب الكاملة وزيت الزيتون والإقلال من الدهون الحيوانية واللحوم الحمراء، ثم نقوم بمعالجة ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الدهون الثلاثية بالأدوية الملائمة. كما أن الامتناع عن التدخين يقلل من نسبة الإصابة بأمراض شرايين القلب ليس للمريض فقط بل لجميع أفراد العائلة لأن التدخين السلبي له مخاطر مشابهة للتدخين الإيجابي. ولا يسعني سوى أن أختم مقالي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه...) صدق رسول الله.
* د. منى عادل - استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية