لم يُجْدِ معه صغيرَها أيُّ أسلوب،.. لتصل إلى إقناعه بأن ضلفة الباب،..يمكن إن ظل, يلعب بها سوف توخزه.. فتؤلمه..
فهو تحسب, لا يستوعب مفهوم الوخز، ويبدو لها بأنه لا يتذكر الإيلام أبدا..
ضحكت وهي تقول لرفيقتها: هم هؤلاء الصغار لا يتذكرون ما يؤلمهم..
غير أن رفيقتها لمزت لها بعبارة: كالوالدات...
إيه.., وذهبت تسترجع يوم ولادته.., كانت مهددة بالتعسر.., وهيأت نفسها للموت.. بينما رسمت لمولودهالحظة لقائه بالحياة فوق الأرض، قالت: كنت أحدثه وهو في أحشائي، بأن الحياة ليست فقط هواءً يملأ رئتيك لحظة مواجهتك الأرض،..
ولا فراشا لدنا يلامس جسدك الغض، ولا ثديا يرضعك ثانية بكاء..
الحياةكانت لي, هي أنت كلك، روح تنطق نبضا وحيوية وحركة، وصوتا..,...
وإن كنتَ في جسد مولود غض, لا يطول ساقك شبر يدي....مذ جئتَ بكيتَ، ونسيتَ.., حتى ركنك الدافئ في أحشائي.., وبيتك الواسع بأحضاني...
غير أنها عادت من ماضيها القريب، التفتت إليه, وهو يتشبث بالباب، يمسك بمزلاجه تارة يتعلق فيه كما الأرجوحة، وأخرى يفتحه ويغلقه، وثالثة يدس أصابعه بينه, وإطاره...
ما لبث أن اعتلى صوته باكياً..
هرعت إليه، فاجأها بضحكاته الصاخبة, وهو يتعلق بثوبها وهي تحاول إقصاءه..
الصغير ابن الخامسة قال لها: تخافين علي من الباب..؟
من صنع الباب..؟
الباب أمي أقوى أم عقلي..؟
كان يردد ما هو لها من العبارات حين كانت تبذر فيه القوة..
نهض الصغير عن الأرض..،
ربت على كتف أمه, وهو يتبسم لها قائلا: لا تبكي
أنا أقوى من الباب..
هكذا كنت تقولين لي...
رفيقتها: كررت: ما شاء الله, تبارك الله،...
هذا ابنك وقد كبر كثيرا..,
وأنت لا تزالين تخافين عليه ضلفة الباب...