اللهم لك الحمد كله على هذه الأفراح التي تعيشها المملكة هذه الأيام، فبعد أن احتفلنا بيومنا الوطني الذي هو فرصة ومناسبة لإظهار مشاعر المحبة لهذا الوطن وقادته، فقد زادت الأفراح بما زف لنا خادم الحرمين الشريفين تلك البشارة التي فرحت بها كل امرأة سعودية، ألا وهي دخول المرأة لمجلس الشورى في دورته القادمة وكذلك ترشيحها للمجالس البلدية.
حدثتكم يوم أمس عن البريد الإلكتروني الذي وصلني من «مجهول» والذي لم يعكر أفراحي بتاتاً ولله الحمد بل زادني فرحاً وغبطة وأنا أرى من يعق وطنه وكالسارق يتلصص على أفراحه بألم وحسرة، كان ذلك البريد يحوي مقالة لكاتبة ضحكت كثيراً وأنا أقرأ مقالها، لأنها من الأساس تتنكر لهذا البلد الكريم وشعاره واسمه وتاريخه ومن ثم تتحدث عن شأن محلي خالص، هذا بالإضافة لمعرفتي التامة أنها تريد رداً صريحاً مني لتعود إلى الواجهة الإعلامية بعد اتضاح ضحالة فكرها ودعاواها ضد البلد الذي كانت تنتمي له، وكثرة افتراءاتها وادعاءاتها.
تهجمت تلك الكاتبة في مقالها على إحدى مقالاتي الذي كتبته بعد نقاش في الصحافة حول قرار استقدام العاملات المغربيات للمملكة، وشاركت مع زميلاتي وزملائي برأيي، وبما عرفته عن أخواتي المغربيات وما جربته منهن من الأمانة والصدق مخالفة بذلك من حاول الانتقاص منهن. وإذا بي أجد تلك الكاتبة تهاجم مقالتي وكل المقالات وتصفها بالتفاهة والإسفاف، ونالت كالعادة من عقليات المجتمع السعودي، ولا أدري لم تُضيع تلك الكاتبة وقتها في قراءة مقالات من تصفهم بهذه الأوصاف؟! خاصة وأن سقف النرجسية لديها وصل لتسطيح آرائنا، واعتقادها أن كل رأي تأتي به هو جوهر الحياة ولا حول ولا قوة إلا بالله، وما مقالي هذا إلا لأن نفسي حادثتني بأن هذا الموضوع يحتاج لمزيد من الإيضاح وسد الباب في وجه كل متصيد.
على أية حال، لقد غضبت الكاتبة من قولي إن السعوديات يحتللن مكانة عالية في الجمال ولديهن ثقة رفيعة بأنفسهن ولا يشعرن بخوف من منافسة مدبرة منزل، ووصفت كلامي بأنه يندرج في المناظرات التافهة على حد تعبيرها. بصراحة، عندما تحدثت عن جمال السعوديات وثقتهن بأنوثتهن لم يخطر ببالي وجه الكاتبة، ولا أدري لم ثار غضبها من هذه النقطة بالذات، وعلى أية حال الثقة بالنفس أمر يأتي كهبة من رب العالمين في الأساس، لكن يمكن تطويره وتعزيزه عند الإنسان الذي يفتقد للشعور بالجمال والثقة! هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، قضية الغيرة بين الأزواج قضية مهمة وتستحق الكتابة ولا أدري ما وجه الغضب منها، فالغيرة شعور إنساني وصحي، وأحد مثيرات استمرار الحياة الزوجية.
أعود لقضية الجمال والقبح، فالجمال الحقيقي أولاً وأخيراً هو جمال الروح وطهارة القلب وامتلاؤه بمحبة الله والناس، وقد علمنا ديننا ألا نسخر من خلقة أحد، لكن القبح الحقيقي هو سواد القلب وامتلاؤه بالكراهية والحسد والحقد، وأن ينشغل الإنسان وهو بعيد في «لندن» بأناس يعيشون أياماً من السعادة والحب بين القيادة والشعب ليبثوا الكراهية والفرقة ويسخر من بلده ويصفه ويصف ناسه بالتفاهة. أما إن اجتمع قبح على قبح، قبح القلب مع قبح الصورة فهذه هي الظلمات جُمعت فوق بعض والعياذ بالله.
فوجئت بما وصفت به الكاتبة قرائي الذين أعتز بهم، ولا أقبل وصف هذا الجمهور بأنه تافه وسطحي كما ورد في مقالتها التي لا يمر بك سطرين حتى تجد مصطلح «تافهين» أو «سطحيين» ومع ذلك فهي تخرج على القنوات الفضائية وتصف نفسها بأنها ناشطة في حقوق المرأة السعودية، وأؤكد لها أن المرأة السعودية لن تقبل منها أي دفاع وهي تراها مجرد «بضاعة» حسب ما كتبته -أكرمكم الله- وفي وصفها الثاني نجدها تصف نفسها بأنها كاتبة من الجزيرة العربية، أما أنا ومن هنّ مثلي فنقول بملء أفواهنا نحن سعوديات ونفتخر، نسير مع وطننا بقافلة العز ولن نلتفت للأصوات المزعجة النشاز التي تعترض القوافل، فهي ضجيج فارغ غير مؤذٍ ولن تضر أحداً سوى نفسها المسكينة!
www.salmogren.net