إن إسرائيل تعاني العزلة في المنطقة، وهذه العزلة تتعمق بشكل تدريجي.
هذا تحذير أطلقه وزير الدفاع الأمريكي قبل أن يبدأ مباحثاته مع رئيس الوزراء في الكيان الإسرائيلي نتنياهو ووزير الحرب باراك.
والوزير الأمريكي الذي تحدث عن عزلة إسرائيل في الشرق الأوسط مع الصحفيين الأمريكيين الذين يرافقونه في زيارته للمنطقة يوجّه رسالة للإسرائيليين بعد اقتراب طوق العزلة من رقبة الأمريكيين أنفسهم؛ فعزلة الإسرائيليين في المنطقة أصبحت واقعاً لا يمكن إغفاله، فحتى مَنْ كانوا يُصنفَّون حلفاء وأصدقاء، والذين لهم علاقات عادية مع إسرائيل، جميعهم يمكن تصنيفهم الآن في خانة الأعداء بلا تردد.. فقبل أيام كاد يحصل اشتباك حربي جوي فوق مياه البحر الأبيض المتوسط بين طائرات حربية مقاتلة تركية وأخرى إسرائيلية، والسفارات الإسرائيلية في القاهرة وعمان وأنقرة معطَّلة.
في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كان الوفد الإسرائيلي أشبه بالمريض المعدي الذي يحمل فيروسات تُصيب بالعدوى كلَّ من يلتقيه، ولهذا كان منبوذاً، ولم يحظَ - كما كان في السابق - بلقاءات حتى المتوارية منها؛ فالعزلة التي تحكم طوقها على إسرائيل امتدت من المنطقة العربية إلى الآفاق الدولية، فحتى حلفاء إسرائيل وأصدقاؤها أخذوا يتجنبون الظهور مع المسؤولين الإسرائيليين حتى لا يصيبهم رذاذ العزلة؛ فها هي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا الاتحادية، التي رضع الكيان الإسرائيلي من ثدي مساعداتها المالية والعسكرية، تعلن أنها لم تعد تصدق أي كلمة يقولها نتنياهو مثلما كشفت ذلك صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
ابتعاد العرب والأتراك والأوروبيين وتحذير الأمريكيين من العزلة التي تشتد حول إسرائيل من صنع ساسة إسرائيل أنفسهم، وأيضاً من تشجيع الأمريكيين وبعض الأوروبيين للتعنت الإسرائيلي الذي لم يعد أحد يحتمله؛ ففي الوقت الذي تعمل فيه أمريكا بكل السبل على إجهاض استحقاق فلسطين إقامة دولة على الأرض التي احتلتها إسرائيل عام 1967م يصب نتنياهو الزيت على النار فيعلن البدء في تنفيذ مشروع استيطاني ضخم لتطويق القدس وابتلاع مزيد من أراضي الدولة الفلسطينية المرتقبة.
تحذيرات وزير الدفاع الأمريكي وغضب المستشارة الألمانية وابتعاد الحلفاء السابقين عن تل أبيب محاولة وقائية؛ حتى لا تطولهم العزلة التي تحاصر إسرائيل.