|
الجزيرة - نورة الشبل:
بدأت صباح أمس فعاليات «مؤتمر المحتوى العربي على الإنترنت: التحديات والطموح» الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ويستمر ثلاثة أيام بورشتي عمل تضمنت الأولى ورشة الرقمنة لدعم المحتوى العربي قدمها عضو هيئة التدريس بكلية علوم الحاسب الدكتور علي بن سعد العلي، وتحدث في الورشة الثانية عضو هيئة التدريس بالجامعة الدكتور أحمد فرج أحمد عن تقنيات الويب2.
واستعرض الدكتور العلي أهداف الورشة التي تسعى لتعزيز أهمية رقمنة مصادر المعلومات العربية، وإطلاع المشاركين لأهم المبادرات لرقمنة المصادر المعلوماتية العربية، وتعريف المشاركين بالتحديات القانونية لمشاريع الرقمنة، والاطلاع على أهم المعايير العالمية المستخدمة لرقمنة المصادر العلمية، وأهم التجهيزات الفنية والبرمجية لبدء المشاريع في هذا المجال، واستعراض لأكثر المشاكل الفنية المتعلقة بالرقمنة وطرق التغلب عليها، مشيرا إلى محاور الورشة.
وقال الدكتور العلي: تعد اللغة العربية من أكثر اللغات شيوعا على مستوى العالم وتأتي في المرتبة الخامسة عالميا ومع ذلك فإن نسبة المحتوى العربي على الإنترنت لا توازي 1% من نسبة المحتوى المتوافر عليها، وهناك ازدياد مضطرد لاستخدام الإنترنت من قبل المتحدثين من الدول التي تتحدث اللغة العربية، وبناء على ذلك فعلى المؤسسات والجهات العلمية مواكبة هذه الزيادة والاهتمام بمشاريع الرقمنة للمصادر العربية للحفظ من التلف والضياع، وإتاحتها على نطاق أوسع، وسهولة إمكانية الوصول إليها وسهولة البحث وإمكانية معالجة العيوب الفنية في المواد الأصلية، وانتشار المعارف، والتجديد التراكمي للمعرفة.
وعرف مصطلح الرقمنة بأنه «عملية تحويل المعلومات من مصادرها التقليدية إلى صيغ رقمية»، وأشار إلى عدد من المبادرات والمشاريع العربية وأهمها مبادرة الملك عبدالله لدعم المحتوى العربي التي ترعاها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومشروع مستودع الأصول الرقمية «دار» التابع لمكتبة الإسكندرية، والبوابة العربية للمعلومات الإدارية «إبداع» التي تشرف عليها المنظمة العربية للتنمية الإدارية، والوراق التي أنشأت براعية ودعم من محمد بن أحمد خليفة السويدي.
واستعرض الدكتور العلي الآليات المناسبة للتخطيط لمشروع مكتبة رقمية وقال إنه لا بد من طرح العديد من التساؤلات قبل البدء في المشروع أهمها لماذا نقوم بمشروع للرقمنة، وما هي المصادر التي ستتم رقمنتها وكيف سيتم ذلك، ما هي المخرجات المطلوبة ولماذا، وكيف ستتم إدارة المشروع، وما هي التجهيزات الضرورية للمشروع، ما هي وسائط التخزين التي سنعتمدها، وماذا نعمل بعد أن تتم الرقمنة، مشيراً إلى دورة حياة المشروع بداية بمرحلة البدء ثم التخطيط ثم التنفيذ ثم الانتهاء.
وأوضح الدكتور العلي أن أهم التحديات القانونية والتشريعية تتمثل في قضية حقوق المؤلف والملكية الفكرية التي تعد من أكثر القضايا حساسية في مشاريع المكتبات الرقمية، وبين عددا من المعايير العالمية المستخدمة في رقمنة المصادر العلمية مثل الكتب والوثائق والمخطوطات والتسجيلات الصوتية والأفلام وأشرطة الفيديو والصور.
وقال إنه عند إنشاء أي ملف لا بد من إدراج بعض البيانات الأساسية داخل الملف وهو ما يعرف بالبيانات المتضمنة في الملف كاسم المؤلف والعنوان والكلمات المفتاحية ورؤوس الموضوعات والناشر، وأشار إلى عدد من المعايير وصفات البيانات للتسجيلات الببليوجرافية، وبين أن التجهيزات والمتطلبات الفنية والبرمجية اللازمة لبدء المشروع تتمثل في العنصر البشري وهم العاملون في المشروع وكذلك الأجهزة والمعدات المستخدمة في عمليات التحويل الرقمي والبرمجيات والأنظمة التي تعمل على دعم عملية المسح الضوئي للوثائق والصور والكتب.
وتحدث عن عدد من النظم الآلية حيث تتوافر العديد من الأنظمة والبرامج الآلية والخاصة بإدارة المحتوى الرقمي فهنالك أنظمة مفتوحة المصدر وأخرى تجارية، واستعرض بعض من أنظمة المكتبات الرقمية مفتوحة المصدر والتي حققت انتشاراً واسعاً منها «دي سبيس» ويستخدم على نطاق واسع في المؤسسات التعليمية، و»قرين ستون» ويدعم النظام العديد من اللغات العالمية، طإي برنت» وهي من أكثر أنظمة المكتبات الرقمية استخداما لسهولته في الإعداد والتجهيز.
ولخص الدكتور العلي عدداً من المشاكل الفنية المتعلقة بالرقمنة وطرق التغلب عليها حيث يطرأ بعض المشاكل عند التحويل من الصيغة الأصلية إلى الصيغة الرقمية وأهم هذه المشاكل وجود انحراف في الصفحات وحلها توازن وضعية الكتاب على الماسح الضوئي، ومشكلة عدم وضوح الكتابة عند تكبير النص وحلها التأكد من أن دقة الصورة لا تقل عن 300 نقطة في البوصة بالنسبة للكتب، وكذلك من المشاكل عدم مزامنة توقيت الصوت مع الصورة ويمكن التغلب على هذه المشكلة باستخدام برنامج LTBC، ومشكلة وجود تشويش في صورة الفيديو ولحلها لا بد من استخدام أجهزة معالجة الشوائب قبل التحويل الرقمي للأفلام والتسجيلات الصوتية، وكذلك مشكلة عدم تناسق الألوان وبخاصة في الصور مشيرا إلى أن معظم البرمجيات المتوافرة تتضمن حلولاً لمثل هذه المشاكل، وفي ختام الورشة تطرق إلى نظام حماية حقوق المؤلف.
وفي الورشة الثانية عن تقنيات الويب2 التي قدمها الدكتور أحمد فرج أحمد تحدث فيها عن المفاهيم الأساسية المرتبطة بالويب 2 وخصائصه.
وقال إن التطور الكبير الذي يشهده الويب 2 قد يغني في المستقبل عن عناصر سطح المكتب وأن تطبيقاته تعتمد في المقام الأول على المستخدم العادي، حيث إن العلامة الفارقة فيه هي دور المستخدم.
وبين الدكتور أحمد أن معظم تطبيقات الويب 2 تعتمد على المشاركة الاجتماعية وتعزز من مكانة المستخدم.
مضيفاً إن الاطلاع على كافة أجزاء الموقع في نظم إدارة المحتويات يعتمد على الصلاحيات، وأن المحتوى المنظم يرتبط ارتباطا مباشرا بدقة النتائج التي تبحث عنها عكس المحتوى غير المنظم أو غير المهيكل يعتبر محتوى مفقودا بالنسبة للمستخدم، وأشار إلى أن المحتوى العربي لدينا غير منظم ويعتمد على الأفراد، وفي سؤال لأحد المشاركين في الورشة عن الفرق بين محركات البحث، قال إن محركات البحث تتشابه في بعض المقومات ومن ناحية الفروقات هناك حجم قاعدة البيانات يختلف، والآليات التي تعرض من أجل أن ترتب نتائج البحث تختلف من محرك إلى آخر.