كشفت الأوراق أن المتهمة «هيلة القصير»، تعد أول امرأة تورط في نشاطات إرهابية داخل المملكة، استغلت مهاراتها في أسلوب الإقناع، ومخاطبة الآخرين في التغرير بعدد من النساء السعوديات، والمقيمات من جنسيات مختلفة، وتحريضهن ضد الدولة، -إضافة- إلى جمعها للأموال بطرق غير مسبوقة بتوغلها في الأسر، واستغلال العاطفة لذوي الموقوفين، والمقتولين في أعمال إرهابية، وجمعها لمبالغ كبيرة، وانخراطها في العمل التنظيمي للقاعدة.
تُعد المرأة الإرهابية، حجر الزاوية في العمل الإرهابي. ووجودها ضمن تشكيلة المنظمات الإرهابية، أمر لا يمكن التغاضي عنه، أو السكوت عليه. وكلما صعدت المرأة عتبة في هذا العالم الموحش، كان هناك من يدفعها لخطوة أعلى منها في سلمه، بل عندما تمتطي المرأة صهوة الإرهاب، وتولج في عالم القاعدة الدامي، فلا تسأل حينئذ عن تأثيرها الكبير على من حولها، بعد أن أصبحت جسراً يعبر العمل الإرهابي -من خلاله- بكل تفاصيله. وقد يكون لذلك عوامل عدة، من أهمها ما أشارت إليها -الأستاذة- بينة الملحم: استغلال قيم وأعراف المجتمع القائمة، وانعدام استقلالية فكر المرأة، -لاسيما- في الأوساط التي تعد المرأة جزءاً من أملاك الرجل، وتدني الوعي الثقافي للمرأة كذاتٍ مستقلة، -إضافة- إلى قضية المحرم في الفكر السلفي الجهادي.
مثير للقلق، أن تتورط امرأة في أعمال إرهابية، وأن تنتمي لتيارات متطرفة. وهذا دليل واضح، على أنها كانت من أهم أولويات تنظيم القاعدة. هذا الانتماء بحد ذاته، يرجع لأسباب كثيرة، لعل من أبرزها: وجود صلة قرابة بينها، وبين من ينتمي للفكر الضال، وهو ما تهدف إليه القاعدة -من خلال- تكريس الحفاظ على الكوادر، التي انتمت سابقًا للتنظيم بالتبعية الزوجية. -وبالتالي- سيسهل دخولها في مستنقع الإرهاب، وسيتمدد دورها الذي ستلعبه داخل تلك الجماعات، وذلك عن طريق فهم تلك الجماعات للعلاقة بين الجنسين، وتقديم خدماتها لأسباب إستراتيجية، وتنفيذ أعمال دعم لوجستي، كجمع الأموال، وتجنيد الفتيات، وتوفير الأماكن الآمنة للعناصر المطلوبة.
إن رصد الدور النسوي في دعم الظاهرة الإرهابية، يمثل ذات البعد الأيديولوجي، الذي بدوره سيمثل العالم الأنسب للجريمة، -لاسيما- وأن عدداً من الوثائق، تؤكد على: أن الاهتمام باستهداف النساء، كان منذ وقت طويل، خاصة أن الإحصائيات تشير إلى أن «90 %» من النساء السعوديات اللاتي نُصحن عبر حملة السكينة، قد تعاطفن مع الأفكار المنحرفة نتيجة تأثر عاطفي بحت، دون قناعات علمية، أو شرعية عبر الإنترنت.
في تقديري، أن اتخاذ خطوات عملية للسيطرة على المرأة، والحيلولة دون تمرير أجندتهن المشبوهة، عن طريق تضليل الناس، وتأجيج عواطفهم، أو دخول المرأة إلى عالم المغامرة المجهولة، والانخراط في الإرهاب -مطالب مهمة-، بغرض زيادة الوعي، وسأضم صوتي إلى صوت أخي -الأستاذ- خالد المشوح؛ للمطالبة بضرورة عقد ندوات، ومؤتمرات -خاصة- بالتربويات ؛ لتوضيح طرق استهداف المرأة، وإنشاء مواقع، ومنتديات إلكترونية نسائية، وبإدارة نسائية ينشرن -من خلالها- الوسطية، ويتصدون للأفكار الغالية، ويناقشن أقرانهن من المتأثرات بالفكر المنحرف.
drsasq@gmail.com