برغم ما تبذله أمانة منطقة الرياض في سبيل نظافة الأحياء وكنس الشوارع وجمع المخلفات أكثر من مرة في اليوم وهو أمر لا يمكن إنكاره أو تجاهله؛ إلا أن بعض سكان مدينة الرياض يساهمون بعلمهم أو بجهلهم بتشويه الشوارع سواء بتسرب المياه من البيوت بشكل مستمر وبأسلوب يدعو للأسف، أو بتطاير أوراق الأشجار الجافة، أو برمي المخلفات والنفايات قرب المنازل دون تكليف أنفسهم بوضعها في البراميل المخصصة لذلك، وكأنهم لم يعبروا جسور الحضارة قط ولم تكتحل أعينهم بمرأى الجمال أبداً.
وإني لأشفق على عمال النظافة حين أراهم يجوبون الشوارع منذ بزوغ الشمس وحتى بعد غروبها يحملون مكانسهم لتنظيف الشوارع العصية على النظافة حتى الإحباط حين يعودون لذات الشوارع فيرونها وقد عاودت نفس التشويه، وودت طمأنتهم لتعود الثقة لأنفسهم وأشعرهم بأننا لسنا بحاجة لنظافة الشوارع بل بعوز لنقاوة الفكر وجلاء الوعي! وعندها لن نحتاج لعامل نظافة يكنس شارعا أو يلملم أوراقا مبعثرة!!
ويسوؤني حقا منظر الأشجار الجافة في الشوارع الفرعية وهي تنفض أوراقها اليابسة كل يوم دون شعور من أصحابها بتعهد سقياها وتحمّــل مسؤولية تهذيبها حتى لا تتسبب بتشويه الطرقات، وتزيد عناء عمال النظافة الذين يقضون معظم وقتهم في كنسها وملاحقتها وهي تتطاير! وإني لأود - جادة - فرض عقوبة (شاجر) على كل صاحب شجرة جافة بجانب منزله في الشارع لا يسقيها ولا يهذبها. وتكون العقوبة بفرض غرامة مالية أو قطعها وإزالتها تماما! ولعل الكثير سيغضب من فرض هذه العقوبة ولسان حالهم يردد (ما افتكينا من ساهر يجينا شاجر!) لأقول: (ما هذب المطيورين في الشوارع إلا ساهر، ولا ركّد المستهترين غير ساهر الماهر!!) وكأننا لا بد من تهذيب (مادي) يردع المخالفين المستخفين غير المبالين بأرواح البشر. إلى أن ينتشر الوعي ويشعرون بالمسؤولية.
والغريب أنه برغم قيام الإدارة العامة للنظافة بمنطقة الرياض بإحداث برنامج (عين النظافة) لرصد المتهاونين ممن يرمون المخلفات من نوافذ سياراتهم إلا أنه لم يشتكِ أي شخص من جور إجراءاتهم أو صرامة نظامهم أو سلبهم الأموال ولو بوجه حق، لسبب وحيد هو أنه لم تطبق العقوبة بحق أي شخص مخالف، برغم توزيع بطاقات عين النظافة على بعض المثقفين والكتاب والناشطين في المجالات الاجتماعية، ربما لتسكيتهم وإشعارهم بأهميتهم لينشغلوا عن النقد بالتبليغ عن المخالفات والوعود بمعاقبتهم وهمياً.
وإن كانت إدارة النظافة قد نجحت في تنظيف الشوارع من خلال نشر العمال والآليات في الشوارع على مدار الساعة؛ فإنها قد فشلت في نشر الوعي بأهمية النظافة وجعل السكان شركاء من خلال تحمل المسؤولية الاجتماعية في هذا الشأن.
ولنتصور لو أضرب عمال النظافة يوما واحدا أو توقفت الشركات عن العمل؛ لتحولت الرياض إلى مرمى كبير من النفايات!!
rogaia143@hotmail.comwww.rogaia.net