|
يمرّ الاقتصاد العالمي اليوم بوضع دقيق، حيث لا تزال الأخبار الاقتصادية من أوروبا سلبية وتستمر الولايات المتحدة بمواجهة صعوبة في تحريك دفة النمو بصورة فاعلة في وجه البطالة الدائمة.
وتقبع في قلب هذه التوجهات الكلية قرارات على نطاق أصغر يتخذها رؤساء شركات حول العالم في سياق تفكيرهم في مسائل على غرار «هل أنا واثق من أنّ الشركة ستحقّق الأرقام التي توقعتها لها هذا الربع؟ و»هل ينبغي عليّ أن أبدأ بتعيين موظفين أم أن أؤجّل المسألة؟».
إلى ذلك، ومن أجل فهم أفضل لموقف صناع القرارات في هذه الأوقات الحرجة من التاريخ، أطلقنا استطلاع «هارفرد بيزنيس ريفيو» الاقتصادي في وقتٍ سابقٍ من الشهر الجاري واتصلنا بـ1389 رئيساً تنفيذياً في شركات من الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا وآسيا. وركّزنا في استطلاعنا هذا على ثلاث نقاط هي التالية: ثقة الرؤساء التنفيذيين بالاقتصاد العالمي هذا العام والعام المقبل، وما إذا كان هؤلاء على ثقة من أنّ شركاتهم ستبلغ العائدات الهدف المحددة لها للعامين الماليين الحالي والقادم، وما إذا كانوا قد توقعوا زيادة عدد الموظفين لديهم في غضون العام المالي المقبل.
ولا تبدو الأخبار جيدة حيث أعلنت نسبة 31% فقط من المشاركين في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا/أوروبا عن عزمها تعزيز جهود التوظيف لديها خلال العام المالي المقبل. وأما الأخبار المتعلقة بآسيا، فأتت أفضل بقليل مع تخطيط 41% من المشاركين لزيادة عدد موظفيها. وإشارة إلى أنّ المخاوف من وقوع ركودٍ عالميٍ ثانٍ هو أفضل تفسير لهذا الخوف بحيث يعتقد أكثر من 70% من المشاركين أنّ تباطؤ آخر في وارد الحصول أو مرجّح الحصول في خلال الأشهر المقبلة.
هذا وقد تجسّد قلق المشاركين حيال النمو الاقتصادي العالمي بتحوّلٍ طويل الأمد في مفهومهم للقيادة على المستوى الاقتصادي. ففي حين يتوقع أكثر من نصف المشاركين أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة في قيادة الاقتصاد العالمي خلال الأعوام العشر القادمة، يختلف البعض حول ما إذا كانت الصين قادرة على التفوق على الولايات المتحدة كمصدرٍ رائدٍ للابتكار أيضاً. وأكثرية المشاركين لا تعتقد ذلك.
وفي الختام، وعلى الرغم من أنّ معظم قادة الشركات الذين شملهم استطلاعنا قد تشاطروا نظرة متشائمة حول الأوضاع الراهنة، إلا أنه كان لدى كلّ واحدٍ منهم فكرة واضحة عما سيكلّفه تحريك عجلة الاقتصاد من جديد. فالبنية التحتية تحتاج إلى النضوج في المناطق النامية، كما تحتاج الحكومات إلى الاستقرار والعمل بشكلٍ منتجٍ في الاقتصاديات المتطورة أصلاً، على غرار الولايات المتحدة. هذا وينبغي تعزيز حجم الاستثمارات في قطاع التربية والتعليم، وزيادة السياسات المالية الأكثر استدامةً من الناحية الاقتصادية، وتسريع وتيرة الابتكارات ضمن المؤسسات.
(آدي أغناتيوس هو رئيس تحرير مجلة «بيزنيس هارفرد ريفيو» (Business Harvard Review)).