|
الجزيرة - د. حسن أمين الشقطي
رغم خروج المؤشر العام للسوق خاسرا لحوالي 30 نقطة هذا الأسبوع، إلا أن حركة التداول جاءت جيدة، وخاصة في ظل تحسن معدلات السيولة المتداولة والتي وصلت خلال الأربع أيام تداول إلى حوالي 19.1 مليار ريال، بمتوسط يومي بلغ 4.8 مليار ريال، وهو متوسط أعلي عنه لكافة شهور 2011م تقريبا.. بل أن معدلات الربحية في أسعار الأسهم جاءت أعلى بشكل واضح عنه لمعدلات الخسائر، فيوميا كانت هناك أسهم تربح النسبة القصوى، في حين أن معدلات الخسائر لم تكن تتجاوز 5 % لأسوا أسهم السوق.. كما أن معدلات الدوران والمضاربة جاءت مقبولة، رغم أنها سجلت ارتفاعا للعديد من أسهم المضاربة القديمة.. هذا ورغم أن مؤشر السوق سجل صعودا بنسبة طفيفة خلال الشهر الأخير، إلا أن هناك عدد كبيرا من الأسهم الخفيفة المشهورة بالمضاربات سجلت صعودا بنسب عالية، وهو ما أعاد الزخم لحركة التداول من جديد.
دور وسائل الإعلام الخليجية في دعم أو انتكاسة أسواق المال
خلال الشهر الأخير، هدأت وتحسنت البورصات العالمية، وعلى رأسها الأسواق الأمريكية بعد حالة هدوء أزمة الدين الأمريكي.. وفي ظل هذا التحسن تمكنت بورصات الخليج، وعلى رأسها السوق السعودية من التمسك بتلابيب مسار صاعد، حتى وإن كان هذا المسار ينطلق بقوة أسهم خفيفة وليست ثقيلة، إلا إن مؤشر السوق نجح في الصعود من مستوى القلق ما دون 6000 نقطة ليستقر فوق مستوى 6100 نقطة.. رغم كل ذلك، ورغم أن الإعلام الغربي أصبح حريصا على دعم الروح الإيجابية وتعزيز التفاؤل في بورصاته مفترضا أن الصورة ستصبح أفضل خلال الشهور القليلة المقبلة، حتى رغم تأكد كثير من محللي هذا الإعلام من قتامة صورة الاقتصادين الأمريكي والأوربي، إلا أن إعلام الغرب بات حريصا على إبراز الجوانب الإيجابية التي تحث على تماسك مؤشرات بورصاتهم.. على النقيض تماما الإعلام العربي والخليجي، تجده لا ينقل إلا التحليلات المتشاءمة ولا يهتم سوى بتحليل الصورة السوداء (كم هو حجم سوداويتها وإلى متى ستستمر ومن المتضرر؟)..لقد أصبح الإعلام الخليجي بارعا في إظهار الخوف والنبش وراء القلق، حتى أن أسواق الأسهم لم تعد قادرة على التماسك لأيام قليلة متتالية، بل إن جني الأرباح أصبح متعجلا.. الجميع حتى وإن كان يثق في أسهمه، يسعى لبيعها قبل أن يصدر الخبر الذي يتوقع أن يعكر صفو الملاك.. أكثر من هذا، فإن العشوائية والتباين بين وسائل الإعلام، ثم التنافس بينها أصبح يجعل النجاح أو السبق يتمثل في جلب أو الكشف عن المصائب قبل الإيجابيات.. فإذا استطلعت صفحة اقتصادية لأية وسيلة إعلامية، فستصاب بحالة من اليأس من سوق الأسهم، فهذا انفجار وهذا دين وهذا عجز وهذا تضخم وهذا انهيار ودول الخليج دائما في مقدمة المتأثرين.. لقد أصبحت هناك مبالغة في توقع حجم التداعيات السلبية حتى أصبحت المسارات الصاعدة بسوق الأسهم ضعيفة ومترددة وغير قادرة على التماسك لفترة ولو قصيرة..إن هناك حاجة للتنظيم الإعلامي وتنظيم الحملات التي تنطلق هنا وهناك، وللأسف فسوق الأسهم دائم التأثر بالسلبي من بينها حتى وإن كثر الإيجابي.
سهم بروج للتأمين يربح 137 % خلال شهر واحد
ربحية سهم معين لنسبة تصل إلى 137 % خلال فترة قصيرة تصل إلى شهر واحد تستدعي النظر لإيجاد مبررات منطقية لما يحدث؟ فهل السهم أحرز طفرة في نشاطه السوقي؟ أم هل الشركة أحرزت أرباح تبرر هذا الصعود الصاروخي ؟ ولماذا وكيف تمكن السهم من الصعود بالنسبة القصوى لمدة عشرة أيام خلال فترة تقل عن أسبوعين ؟ ينتمي سهم بروج للتأمين لشركة مختصة بالتغطيات التأمينية من خلال برامج تأمينية في كافة فروع التأمين، مثل المركبات، الممتلكات والحريق، البحري، الهندسي، المسؤوليات، الأموال وخيانة الأمانة، وأنواع أخرى.. وقد تم طرح 5.2 ملايين سهم للشركة التي يبلغ رأسمالها 130 مليون ريال، بسعر 10 ريالات تمثل 40 % من رأس مال الشركة.. والشركة يوجد على صدر قائمة ملاكها أربعة ملاك، 22.5 % لشركة الخليج للتأمين، و5 % لكل من شركة يوسف الناغي والخليج الطبية ومجموعة البترجي. أما من حيث نتائج أعمال الشركة، فقد ارتفعت خسائر الشركة إلى 8.2 مليون ريال (0.63 ريال/للسهم) مع نهاية النصف الأول من هذا العام، بنسبة قدرها 128%، مقارنة بخسائر بلغت 3.6 مليون ريال مع نهاية النصف الأول من 2010م.. ويعود سبب ارتفاع الخسارة عن الربع السابق إلى زيادة مخصص الديون المشكوك بتحصيلها بقيمة 1.6 مليون ريال خلال هذا الربع الثاني.. كما يعود سبب ارتفاع الخسارة للفترة الحالية عن الفترة المماثلة من العام السابق إلى أن الشركة لم تكن قد باشرت عمليات التأمين في الفترة المماثلة من العام السابق.. وبالتالي لم تتكبد أية مطالبات ومصاريف إدارية وعم ومية عن عمليات التأمين.. أي أنه بإيجاز، فإن الشركة لا تزال في بداية تشغيلها، لذلك، فهي تتعرض لخسائر أولية.. الأمر الذي يؤكد أن صعود السهم من قبيل المضاربات. ورغم أن هذه المضاربات كان السوق –بصدق- في حاجة إليها لتحريك حالة الجمود التي وصل إليها المؤشر، وخاصة أن النطاق الضيق قد أصبح يتسبب في حالة قلق استثماري للمتداولين.. إلا أن المضاربات المطلوبة هي تلك المضاربات التي تنعش حركة التداول على الأسهم، وكلما كانت هذه المضاربات طفيفة أو معتدلة ويتخللها جني أرباح، كلما كان الوضع أفضل حتى لا تصل أسعار بعض الأسهم إلى أوضاع مبالغ فيها، قد يعقبها تصحيح عنيف .. وهنا يتساءل البعض عن مدى دور هيئة السوق حال صعدت بعض الأسهم بدون مبرر منطقي مثلما صعد سهم بروج بنسبة 137 % خلال عدة جلسات تداول.. هل يجب أن تتدخل؟ وخاصة أن البض يرى أن هذا الصعود لا يحدث سوى في قطاعات معينة كالتأمين، في حين تتجمد أسهم القطاعات الاستثمارية والقيادية في رتابة تامة منذ فترة طويلة.
(*) مستشار اقتصادي
dr.hasanamin@yahoo.com