تمر بلادنا العزيزة الغالية على قلوبنا بمناسبات عديدة، ومن حق كل مواطن بل الواجب عليه أن يفرح بالنعم المتكررة {قُلْ بِفَضْلِ اللّه وَبِرَحْمَتِه فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (58) سورة يونس. ومن تلك النعم العظيمة ما قام به الملك الراحل - يرحمه الله - الذي وحد البلاد، وجعلها تحت راية واحدة، وأعلن الأسس التي تقوم عليها الدولة، والتي من أهمها الاجتماع والوحدة والمساواة ونبذ الخلافات والفُرْقة والتعصب.. فالكل سواسية، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، وكل الوطن ينطلق من التوجيهات الربانية {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّه جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَة اللّه عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِه إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَة مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا..} (103) سورة آل عمران.
لذا كان إلزاماً علينا كل مناسبة بل في كل يوم أن نشكر الله تعالى على ما أسداه علينا من نعم عظيمة لا تُعَدُّ ولا تُحصى، ومن شُكْر هذه النعم الالتفاف حول القيادة الحكيمة وطاعة ولي الأمر ومحاربة الفساد بشتى الصور ومحاربة الذين يفسدون في الأرض ومحاربة الإرهاب بشتى أنواعه وصوره.
((إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم))
وقد أعلن الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ تأسيس الدولة على قواعد متينة وأسس راسخة وركائز لا تهزها أعاصير الزمن ولا زوابع الأيام؛ لأنها بُنيت على خير دستور هو كتاب الله وسُنّة رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - ووضعت لبناتها الأولى بأيدٍ مخلصة وصادقة وأمينة، وما أدراك كيف يكون البناء حينما تضعه الأيادي الأمينة المخلصة!! ولم يكن هدف المؤسس ولا طموحه أن يقف عند حد إعلان دولة موحدة مترامية الأطراف أو الاكتفاء بالانتصار على كل مظاهر التخلف والضعف والجوع وغيرها، بل كان يرمي ـ رحمه الله ـ منذ الوهلة الأولى إلى قيام دولة قوية بكل ما تعني الكلمة من معنى؛ لذا نجده وضع أسس تلك القوة من حيث التوجُّه إلى التعليم، والاستعانة بالدول المتقدمة وعقد اتفاقيات معها من أجل تحقيق طموحه وتطلعه بنقل المملكة من ذلك الواقع الذي كانت ترزح فيه إلى آفاق التطور والنماء والعيش الكريم.
نسأل الله أن يديم نعمة الأمن والرخاء والاستقرار، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الأمين العام لجمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري