كم هو جميل أن يكون هناك يوم يتذكر فيه الأجيال إنجازات قائد وموحد المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه-. لقد كانت لإنجازات هذا الرجل القائد آثارًا بالغةً في توحيد هذه الرقعة تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، مرسخًا بذلك الأسس الإسلامية وداحرًا الأسس اللا منهجية.
الملك عبد العزيز وحد البلاد وجمع الشعوب وأرسى باخرة الأمان في أرض الجزيرة العربية في ذلك اليوم. إنه ليوم أخضر ذلك اليوم الذي يدل على انطلاقة الخير لهذه البلاد كيف لا؟.. ومنذ ذلك اليوم والمملكة العربية السعودية تنعم بنعم متتالية على الصعيد الداخلي وتتميز بهوية مؤثرة على الصعيد العالمي. وذلك بفضل الله - جلّ في علاه- ثم إرادة وعزيمة وتكاتف ملوك هذه الأرض المباركة.
إذًا هل يحق لنا أن نحتفل بهذا اليوم الأخضر؟ لا وألف لا..!! بل يجب علينا الاحتفال بهذا اليوم ونذكّر الأجيال جيلاً بعد جيل بما صنعوا الرجال في مثل هذا اليوم. ويجب أن نقيم الاحتفالات والمهرجانات ابتهاجًا وفرحًا في مثل هذا اليوم الأخضر.
ويجب أن يشارك الصغير قبل الكبير والسعوديون في الخارج قبل من هم في الداخل لإضفاء البهجة والسرور على يومنا الوطني الأخضر.
نأمل المشاركة بالفرحة بجميع الوسائل المختلفة في جميع المدن والقرى. وأن تكون هذه المشاركة تمثل وعي ورقي الشعب السعودي بالاحتفال بهذا اليوم وحبه لوطنه.
لقد أحزنني كما أحزن الجميع ما حدث في الأعوام المنصرمة من أعمال شغب وتكسير لبعض المحلات التجارية ومضايقة العائلات وتعطيل حركة المرور والتفحيط.. إلخ. هؤلاء الزمرة من الشباب أحبوا أن يعبروا عن فرحتهم بهذا اليوم والاحتفال بطريقتهم ولكن أقول لهم: ما هكذا تورد الإبل يا شباب والغاية لا تبرر الوسيلة. فتكسير المحلات يدل على الهمجية والشغب وليست طريقة تعبير عن فرحة. مضايقة العائلات عمل غير أخلاقي يرفضه الجميع. تعطيل حركة المرور والتفحيط يجعل يومنا الأخضر يومًا أحمر.
جميع هذه الممارسات يجب أن يوضع لها حد وأن تكرس الجهود للحد منها. هذا المفترض!! لكن المفترض عكس الواقع ومن أمن العقوبة أساء الأدب. وأنا لا أوجه لومي لمن أمن العقوبة ولكن أوجهها لأولياء الأمور أولاً: بألا يطلقوا العنان للأبناء بأن يذهبوا حيثما شاءوا ومع من شاءوا ويفعلون ما يشاءون. وثانيا: دعوة لرجال الأمن البواسل بتضييق الدائرة على هؤلاء الزمرة من الشباب وخط الخطط المحكمة لمنع مثل هذه السلوكيات وإيقافها حال حدوثها. لمنع تكرار ما حدث في الأعوام السابقة. ثالثًا: دعوة للمواطنين عامة، بأن يكونوا رجال أمن - إيمانًا بمقولة المواطن رجل الأمن الأول- وذلك باتباع الأنظمة والتعليمات وعدم المشاركة في هذه السلوكيات الفردية العشوائية وسرعة الإبلاغ عنها. والإبلاغ عن أي تصرف يسئ لهذا اليوم. ولهذا الوطن الغالي. ولنقول كما قال صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر خالد الفيصل:
يوم الإسلام يا يوم الفلاح
الوطن كل روح ٍ له تروح
وختامًا: أقدم تهنئتي الخاصة لملك القلوب الأب القائد الملك عبد الله بن عبدا لعزيز -حفظه الله- وللحكومة السعودية والشعب السعودي قاطبةً بهذا اليوم الوطني الأخضر. هذا اليوم الذي ننتظره عامًا بعد عام لنعبر فيه عن ولائنا وحبنا لهذه البلاد. يومنا الوطني الأخضر يوم انطلاق الخير.
حاتم بن عيد الشراري