|
أحمد عماد المفوز - القسم السياسي - الجزيرة
واحد وثمانون عاما مرت منذ ان اعلن المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- توحيد البلاد واضعا حجر الاساس لما تحقق لها من مجد على يديه وأيدي أبنائه ملوك المملكة العربية السعودية بدءا بعهد الملك سعود ومرورا بعهد الملك فيصل فعهد الملك خالد فعهد الملك فهد رحمهم الله جميعا ووصولا الى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي تحققت للمملكة على يديه قفزات كبيرة على جميع الصعد التنموية التي تمس المواطن السعودي اضافة الى السياسة الخارجية الحكيمة التي ينتهجها الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله تجاه القضايا العربية والاسلامية والعالمية الكبيرة التي استحقت قيادتنا وبلادنا عنها نظرة الاحترام والتقدير الكبيرة التي ينظر بها العالم إلينا اليوم واستحقت مملكتنا عن جدارة تلك المكانة التي أصبحت تتبوؤها بين دول العالم.
ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله مقاليد الحكم في البلاد اعتبر المواطن السعودي اللبنة الاولى لتأسيس دولة حضارية متطورة تكون في مصاف الدول العالم الاول حيث اهتم حفظه الله على بالرفاهية والعيش الرغيد لكل المواطنين والتخطيط للتنمية المستدامة التي تحقق للوطن والمواطن بحد سواء سعيا للوصول الى غد مميز وعالي الخصوصية والرفاهية الى اجيال الوطن.
ومنذ ذلك الحين من مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز شهدت المملكة انجازات تنموية عملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة تشكل في مجملها انجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل وتعود على المواطن السعودي بالمنفعة والحياة الكريمة.
ولقد تجاوزت المملكة في مجال التنمية السقف المخطط لانجاز العديد من الاهداف التنموية التي حددها «اعلان الالفية» للامم المتحدة عام 2000 ودخلت من ضمن الدول العشرين الكبرى في العالم حيث شاركت في قمم العشرين التي عقدت في واشنطن ولندن وتورنتو.
وتمكن خادم الحرمين الشريفين بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الاقليمي والعالمي سياسيا واقتصاديا وتجاريا وشكلت المملكة عنصر دفع قويا للصوت الاسلامي والعربي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته.
تحقق لشعب المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال ستة اعوام عدد من الانجازات المهمة؛ فعلى الصعيد الاقتصادي أنشئت عدد من المدن الاقتصادية منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ومدينة الامير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل فضلا عن تأسيس مشروعات صناعية عملاقة ضاعفت حجم الاستثمارات في المدينتين الصناعيتين الجبيل وينبع فبلغت 676 مليار ريال.
كما أثمرت التوجيهات السامية نحو الاصلاح الاقتصادي الشامل في حصول المملكة على جائزة تقديرية من البنك الدولي ودخولها ضمن افضل عشر دول اجرت اصلاحات اقتصادية وللحد من أي متاعب أو زيادات أو مبالغة في الاسعار فقد استحدثت خمسمئة وظيفة لوزارة التجارة والصناعة لدعم جهودها الرقابية.
وعلى الصعيد التعليمي تضاعف عدد الجامعات في المملكة وافتتحت الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات وافتتحت جامعة الملك عبدالله للعلوم التقنية وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن. فوصلت إلى 32 جامعة و540 كلية موزعة على 80 محافظة تعكس بذلك الاهتمام بالتعليم العالي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.
وسعيا منه لإيجاد حلول عاجلة دعم خادم الحرمين الشريفين البنك السعودي للتسليف والادخار لتمكينه من تلبية طلبات القروض الاجتماعية وتمويل المنشآت الصغيرة والناشئة.
ولتوفير السكن الكريم الملائم للمواطنين أمر ببناء 500 ألف وحدة سكنية للمواطنين بجميع انحاء البلاد وبإنشاء وزارة الاسكان وتعيين الدكتور شويش الضويحي وزيرا لها وتتولى وزارة الاسكان ممارسة جميع المهام والاختصاصات المتعلقة بالاسكان، ودعم حفظه الله ورعاه ميزانية الهيئة العامة للاسكان بخمسة عشر مليار ريال.
وأمر بزيادة رأسمال صندوق التنمية العقاري بـ 100 مليار ريال ورفع قيمة القرض للمواطنين إلى خمسمائة ألف ريال سعودي بعد أن كانت ثلاثمئة ألف ريال سعودي فقط.
كما أمر حفظه الله بصرف راتب شهرين لكل موظفي الدولة في جميع القطاعات إضافة إلى صرف مكافأة شهرين لجميع طلاب الجامعات والكليات والمبتعثين إلى الخارج.
كما وجه باعتماد ألفي ريال شهريا للباحثين عن العمل.
ولمساندة الجهاز الأمني بما يعزز قدرته على حفظ الأمن والاستقرار الوطني صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بإحداث ستين ألف وظيفة عسكرية لوزارة الداخلية.
واستشعاراً من الدولة لمسؤوليتها في حماية المال العام ومحاربة الفساد صدر الأمر بإنشاء «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد» وارتباطها مباشرة بالمقام السامي.
ودعما لجهود الدعوة صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بتخصيص 500 مليون ريال لترميم المساجد والجوامع و200 مليون ريال لدعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالإضافة إلى 300 مليون ريال لدعم مكاتب الدعوة والإرشاد في وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد.
وكان المشروع الضخم والفريد من نوعه لتطوير الجسر ومنطقة الجمرات الاهم والابرز في منظومة الامن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام بمشعر منى بتكلفة نحو أربعة مليارات ريال.
ولقد توجت تلك الجهود بفوز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام عام 1428هـ/ 2008م.
وعلى الصعيد العربي أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في موقف تاريخي خلال مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية «قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة» التي عقدت في الكويت في كانون الثاني يناير 2009 تجاوز مرحلة الخلافات بين العرب واسس لبداية مرحلة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك كما اعلن عن تبرع المملكة العربية السعودية بمليار دولار لإعادة إعمار غزة. ولخادم الحرمين الشريفين أياد بيضاء ومواقف عربية اصيلة واسلامية نبيلة تجاه القضايا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية إذ استمر على نهج والده الملك عبدالعزيز في دعم القضية سياسيا وماديا ومعنويا وبالسعي الجاد والمتواصل لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في العودة الى أرضه واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وقد صدرت في الثامن من شوال من عام 1431هـ موافقته حفظه الله على إنشاء مؤسسة تحمل اسم «مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية». ولما تمر به المنطقة من أزمات وصراعات خانقة ضاعفت الدبلوماسية السعودية جهودها على الساحتين الاقليمية والدولية عبر انتهاج الحوار والتشاور وتغليب صوت العقل والحكمة في سبيل درء التهديدات والاخطار والحيلولة دون تفاقمها والعمل على تهدئة الاوضاع وتجنب الصراعات المدمرة وحل المشكلات بالوسائل السلمية.
وقد اضطلعت المملكة خلال هذه الفترة الحرجة بمسؤوليتها واضحى من واجبها وهي تحرص على اصلاح أحوال العرب والمسلمين قاطبة وجمع كلمتهم أن تبادر قبل غيرها الى صياغة دور فاعل خليجيا وعربيا واسلاميا لتتمكن من تفعيل اسس التعاون في سبيل الحفاظ على هوية الامتين العربية والاسلامية والدفاع عن قضاياها وصيانة مصالحها والتصدي لاخطار الفتنة والانقسام والصراع التي تهدد كيانها.
مواقف وشهادات
ولطالما ذاع عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أنه شبيه والده المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- لقاء مواقفه القيادية والانسانية الفريدة، شهد له بذلك كبار الشخصيات العالمية المؤثرة في صناعة القرار الدولي؛ فهذا الرئيس الامريكي باراك اوباما يقول: «لقد تأثرت بحكمة خادم الحرمين الشريفين وكرمه وكلي ثقة بأنه عبر العمل معا تستطيع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تحقيق تقدم في مجموعة كاملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك».
وهذه المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تقول موجهة خطابها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: «أعرف يا خادم الحرمين أنكم تقومون بدور كبير في توطيد العلاقات وتحسينها بين البلدان كلها.. كلمتكم مسموعة في العالم وتؤيدون دائما الحوار لحل كل المشاكل والمسائل، وتكرسون جهودكم لحل النزاعات بالطرق السلمية ولذلك فإننا نود أن نتعاون معكم».
وهذا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يقول: «أود أن أشيد بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لالتزامه بالشجاعة والتبصر في مواجهة التحديات».
وهذا الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري يقول: «إن كثيراً من الناس يتحدثون عن تنفيذ الأعمال وأنت تقوم بها ياخادم الحرمين الشريفين دون تحدث».
وهذا الرئيس الصيني هو جين تاو يقول: «يا خادم الحرمين الشريفين: أنتم صديق معروف ومحترم لدى الشعب الصيني ولكم أياد بيضاء لدفع تطور العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية».
وهذا الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك يقول: «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واصل بجرأة ونجاح التعبئة الوطنية لمواجهة الإرهاب ودعا إلى التزام دولي بمكافحته لترسيخ أسس سياسة التجديد والنمو التي اتبعها. فرنسا تتابع باهتمام الزخم الذي يبثه الملك عبدالله في جميع المجالات في المملكة العربية السعودية وتقدر نتائجه الواعدة».
وهذا الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون يشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مذاكراته لما قدم له من دعم معنوي بعد أن تعرض فترة من حكمه للاهتزاز.. يقول: «طرت إلى شرم الشيخ في مصر لحضور قمة الشرق الأوسط عن العنف مع الرئيس حسني مبارك -الرئيس المصري السابق- والملك عبدالله -ملك الاردن- وكوفي عنان -أمين عام الأمم المتحدة سابقا- وخافيير سولانا الذي كان آنذاك أمينا عاما للاتحاد الأوروبي، وكانوا جميعا يريدون إنهاء العنف كما كان يريد ذلك ايضا ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي لم يكن هناك ولكنه ألقى بثقله في الموضوع».
وتصف وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت في مذكراتها لقاءها المؤثر بالملك عبدالله حيث تقول: «إنه كان ذا هيئة تفرض وجودها على نحو مؤثر بثيابه البيضاء». مشيرة إلى ثقله السياسي الكبير في الساحتين العربية والدولية.