مما لا شك فيه أن حب الوطن والانتماء له والحفاظ على أمنه ووحدته والإخلاص والولاء لله ثم لقيادته، والسمع والطاعة لولاة أمره، فضائلٌ إسلامية وصفاتٌ إيمانية يجب أن نعيشها بأعماقنا طيلة أيام حياتنا ونحرص على غرس بذورها في نفوس أجيالنا الصاعدة، ونحرص جميعاً آباء وأمهات في منازلنا، ومعلمين ومعلمات في مدارسنا، وخطباء ودعاة في مساجدنا، على سقيها وريها من معين شريعتنا ومن أصالة قيمنا حتى يكون البناء النفسي والإعداد الفكري لأبنائنا وبناتنا قوياً ومحصناً بحصانة الإيمان الحق، وبعيداً كل البعد عن الغلو والتطرف، والانفلات، والتأثر بالأفكار الدخيلة التي تستهدف أمننا وتسعى لتشتيت شملنا.. ويجب علينا ونحن نحتفي في كل عام باليوم الوطني لبلادنا السعودية الغالية أن نعمق تلك الفضائل السامية في نفوس أجيالنا الصاعدة؛ حتى لا يستطيع أعداء ديننا ووطننا أن يغرروا بأبنائنا أو بناتنا ويجعلوا منهم خناجر مسمومة في خواصرنا باسم العولمة خلف شعارات موبوءة أو بلباس التدين أحياناً بأفكار مشبوهة لا تمت إلى حقيقة الإسلام بصلة.. نعم، لقد وجب الحق أن نقف صفاً واحداً لحماية كياننا السعودي المجيد والتفاني في الحفاظ على أمنه وازدهاره في ضوء التعاليم الإسلامية السمحة تحت رعاية الله ثم رعاية القيادة السامية الرشيدة لبلادنا الحبيبة المجيدة.
موطني دوحةٌ بأرض محمد
أصلها ثابتٌ وفرع مخلّد
شاهقٌ سامقٌ بكل إباءٍ
وضياء وكل ذكر ممجّد
برجال صيد وقوم كرام
فيهم الحب صادق ومجسّد
حبنا فطرة فطرنا عليها
هو إسلامنا ونعم الموحّد
ألَّف الكل فهو روح صفاء
نورها في الحياة هدى محمَّد
اعتنقناه وارتشفناه شهدا
شافياً للنفوس نبعاً ومورد
دربنا واحد نسير عليه
بسناء الإيمان دون تردّد
لا اختلاف يأتي بأي خِلاف
أو عداءٍ لبعضنا سوف يُوجد
أرضنا كلها منابع خير
مُشرّع بابها وليس بموصد
قبلة المسلمين من كل صقع
مشرقٌ للسناء معطاءة اليد
صانها مصحف وسيف صقيل
بيدي حازمٍ عظيم وفرقد
ذاك عبدالعزيز إشراق خير
من رياض الهناء للمجد جَدّد
بعدما كانت الحياة صراعاً
أصبح الشمل بعد ذاك مُوحَّد
شرقنا غربنا شمال جنوب
عرف الأمن للمسيرة أيّد
سار آباؤنا بعزم وحبٍّ
خلفَ (عبدالعزيز) ذاك المهنّد
فبنى وحدة الكيان بفخر
بعد طول الكفاح والجُهد والكدّ
ووحدةٌ حرةٌ عظيمة خيرٍ
رغم كلِّ الأعداء تعلو وتُسْعِد
حقها أن نصون دوماً حماها
بجلادٍ وهمّة وتعهُّد
حقها أن نصون دوماً رباها
في إباء وعزّة لا تُبَدَّد
حقها أن نصون دوماً سناها
بضياء القرآن تسموُ وتُحمد
فضياءُ القرآن ليس انحرافاً
أو غلّواً أو غلظة أو تَشدُّد
حق أجدادنا لزامٌ علينا
وجبَ الحقُّ والوفاء تأكَّد
إن حبَّ البلاد دينٌ عظيم
بفعال الأباة حتماً يُسدَد
فإذا ما ادلهم خطبٌ علينا
وقف الكلُّ للفداء مجنّد
وإذا رام غادرون اعتداءً
رجع الغدرُ خاسئاً ومُكبَّد
وإذا ما بغى طغاةٌ وجاروا
وجدوا ردّنا لهيباً توقَّد
كل من رام شملنا بشتات
ليس منا وإنما هو مفسد
عاثرٌ الحظ من رمانا بسوء
إذ له علقم المنية مورد
والذي يبتغي لنا الشر يلقى
ثأرنا منه كالجحيم المؤبّد
إيه (عبدالعزيز)؛ إنا بعزم
سنصون العهود والله يشهد
فأبوا متعب عظيم السجايا
ثابت العزم للحقيقة جسد..
قوله؛ فعله عطاء عظيم
وهو للمجد والبناء مجدِّد
وأبو خالد كريم أمين
ساعدٌ مخلص؛ همامٌ وفرقد
وجليل الفعال نايفنا الفذُّ
مِنَ الله بالسداد مؤيّد
خلف أبنائك الأباة سنمضي
فَ بنوك الأبرار للمجد والجدّ
نحن أرواحنا فداءُ ثرانا
لا نبالي بحاقدٍ يترصّد
أرضنا منبع الحضارة حقا
سوف تبقى المنار مجداً وسؤدد
راية العزّ والوفاء ستعلو
فوق هام الدُّنا بنصر مؤكّد
شعر: موسى بن محمد السليم - عضو مجلس الشورى