ها أنت يا وطني في يوم مجدك الواحد والثمانون، تمطر غيمة حبك مطرا أخضر، فتمتلئ أنهار أرواحنا وتورق روضة أشواقنا بحنانك وأغصان تحنانك، وتستنبت الفرحة ذات الواحد والثمانون ربيعا في مساحات صدورنا المتضمخة بزعفران الوله وريحان الامتنان، فتتطاير عصافير حبنا الخضراء تحلق في سماء مجدك وفوق معارج شموخك، في فجر ندي برقتك وعذوبتك وبهائك وأيام منغمسة بجودك وعطائك، وفصول مثمرة مثرية لمحبيك وأبنائك، مشتعل عطرك في جسد الوقت ومتّشِحاً بياضك في ناصية الرياض، وطن أخضر تصافحه أنامل الغيم ومنه تنهل، وطن منه تعلمنا الرفعة والعزة والكبرياء والمجد والسؤدد، وطن أخضر يختصر مسافات الحب ودوما في الحرب منتصر، بدماء تفوح شذا وأرواح تبوح وفاء، تسطر قصة الموت والحياة، كما سطرها لنا الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ومن بعده أبناؤه البررة الميامين من أجل أن يبقى صوتك فوق أصوات المعمورة قاطبة ولتبقى راية التوحيد الخضراء خفاقة تعانق عنان السماء ونعانقها، وها نحن في ربيعك الواحد والثمانين وفي عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، نجدد له العهد ونكمل معه وبه مسيرة حب ووفاء وفداء، مكتنز أيها الوطن بالنور والبلور والشمس تنسج خيوطها من جسدك وتنعم، منغمس أيها الوطن بالحبور والزهور والصبح تذوق من رحيقك رضاب شهد مندلق متموسق في أوردة الروح متجذر، يا شامخا بك تعلو هممنا ولثريا تحلق، يا مُشرق يا مُغدق يا مُورق في مساحات قلوبنا ومعتق، ستظل ظلا ظليلا وارفا، عذبا فراتا نميرا، من بحرك إلى بحرك ومن شمالك إلى جنوبك، كتبت من سناء شمس مجدك ياوطن سطور تملؤني فخرا بك، ونقشت على جدار قلبي ثلاثية حروفك، ورسمتك في مخيلتي، كوكباً درياً، يا بلسم الجروح، ويا منهل الخيرات، يمر عام وبعده عام وفي كل عام يزداد حبي لك يا وطن الأوطان، حب أبدي راسخ، في أعماق أعماقي، حب لا تطفئ وهجه رياح الزمن ولا تقلبات السنين.
إبراهيم الشتوي