|
الجزيرة - فهد الديدب
قام صاحب السمو الأمير د. سعد آل سعود بإجراء دراسة حديثة عن الانتخابات البلدية بعنوان (محددات ثقافة الانتخابات لدى المرشحين)، تم تطبيقها على عينة من المرشحين الذين شملتهم القائمة النهائية في مدينة الرياض المحطة الأولى والرئيسة للتجربة الانتخابية السابقة. وبلغت 120 مفردة. وشملت الدراسة جميع المرشحين الـ7 الفائزين في الانتخابات المحلية في مدينة الرياض. إضافة إلى 113 من المرشحين الذين شاركوا في الانتخابات ولم يحالفهم الحظ.. وقد تناولت الدراسة في جانبها النظري عددا من المباحث مثل:
- الانتخابات كأهم مظاهر المشاركة السياسية
- خطوات تنفيذ الحملة الانتخابية
- أهداف برامج الحملات الانتخابية للمرشحين
- استخدام المرشحين لوسائل الإعلام والاتصال
- أنظمة وقوانين الترشيح في الانتخابات المحلية
بينما توصلت الدراسة في جانبها التطبيقي إلى مجموعة من النتائج أهمها ما يلي:
1 - أشارت النتائج إلى أن دوافع المرشحين في الترشح للانتخابات. جاءت في مقدمتها دوافع تعد مثالية مثل: «الرغبة بالمساهمة في خدمة المواطنين»، و»خوض التجربة واكتساب الخبرة»، و»تغيير أوضاع سلبية»، وكذلك «الرغبة في المشاركة السياسية»، بينما دوافع أخرى مثل: «الرغبة في مصلحة شخصية» أو «الرغبة في تمثيل القبيلة أو العشيرة أو العائلة» حلت في مؤخرة الترتيب على التوالي.
2 - أما عن معايير قوة المرشح التي حفزته على الترشح للانتخابات. فقد كشفت النتائج عن تصدر معيار «التضحية والحرص على خدمة الآخرين» بمتوسط حسابي بلغ (2.90) يليه «الالتزام الأخلاقي والسمعة الحسنة»(2.70). ثم «الشجاعة في الرأي وقول الحقيقة» (2.62). بينما الدافع المتعلق بــ»البرنامج الانتخابي المتميز» حل في مرتبة متراجعة (الثامن) بمتوسط حسابي قدره (2.27). مما يشير إلى عدم قناعة المرشحين بجدوى برامج الحملة الانتخابية. وافتقادهم لثقافة الانتخاب والمهارات اللازمة لتطبيقها.
كما كشفت النتيجة أيضاً عدم اعتماد المرشحين على معايير مثل: «التمتع بمركز مالي مرموق»، أو «القبيلة والعائلة التي ينتسب إليها» كمعايير قوة تحفز على الترشح للانتخابات، حيث جاءت في مؤخرة الترتيب بمتوسط حسابي بلغ على التوالي (1.43). (1.29).
3 - وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن 47.5% من المرشحين لم يكن لديهم أي معرفة مسبقة عن التجارب الانتخابية الأخرى قبل خوض الانتخابات المحلية، مقابل نسبة 52.5% كان لديهم اطلاع على تجارب انتخابية أخرى.
4 - وعن التجارب الانتخابية التي سبق أن اطلع عليها المرشحين. جاءت التجارب الانتخابية للدول الخليجية أولاً بنسبة 35.4%، ثم التجارب الانتخابية للدول الغربية بنسبة 28.6%، وثالثاً التجارب الانتخابية للدول العربية 18%.
5 - وفيما يتعلق الوسائل والأساليب التي اعتمد عليها المرشحين في برنامجهم الانتخابي أظهرت نتائج الدراسة أن «العلاقات الشخصية» جاءت أولاً بنسبة 19.3%. يليها كل من «الإعلان عبر اللوحات الإعلانية والنشرات والملصقات»، و»الإعلان عبر وسائل الإعلام المطبوعة» بنسبة واحدة قدرها 16.2%. بعد ذلك «الاتصال المباشر بالجمهور عبر أماكن التجمعات العامة والمجالس» و»إقامة الندوات والمحاضرات عبر المخيمات والقصور» بنسبة بلغت 14.5% لكل منهما. كما أظهرت لنتائج أن كل من «الهاتف المحمول، والإنترنت واستخداماتهما المتعددة»، و»قادة الرأي» وما يسمى «الحملات الإعلانية المتكاملة» جاءت في مؤخرة اهتمام المرشحين في التسويق لحملاتهم الانتخابية، مع الإشارة إلى أن الوسائل الحكومية مثل التلفزيون والإذاعة لم تكن من الوسائل المسموح بها في الحملة الانتخابية للمرشحين.
6 - يلاحظ من النتائج اعتماد المرشحين في حملاتهم الانتخابية على الاتصال المباشر والوسائل والأساليب التقليدية. أكثر من الوسائل الجماهيرية ووسائل الاتصال الحديثة، حيث اتسمت محددات برامج ودعايات المتنافسين الانتخابية بقدر من الإطار الشعبوي الاجتماعي، وهو ما قد يمثل شكلاً من أشكال التسويق من وجهة نظر المرشحين.
7 - وكشفت نتائج الدراسة أن المرشحين يعتقدون أن وسائل الإعلامية في معالجتها للانتخابات «لم تقدم للمرشحين خدمات إعلامية تذكر» بنسبة بلغت 37.4%، وأن خدماتها اقتصرت على «نشر أخبار ومعلومات عامة حول المرشحين» أو «الإعلانات مدفوعة الثمن» 22% لكل منهما، إضافة إلى «تصاريح وتغطيات إعلامية حول المرشحين» بنسبة لم تتجاوز 18.6%.
8 - وأشار غالبية المرشحين أن مستوى أداء الناخبين (الجمهور) في الانتخابات كان متوسطاً بنسبة بلغت 47.5%. أما عن السبب في ذلك. فيؤكد أكثر من ثلثي المرشحين أن «حداثة التجربة وقلة وعي جمهور الناخبين والجهات المنظمة بالتجربة الانتخابية» كانت وراء ضعف الأداء. إضافة إلى أن تصويت الجمهور يدعم العلاقات الشخصية والتوجه الفكري على حساب الكفاءة. ولعدم الثقة في وعود المرشحين. بينما الذين يرون من المرشحين بقوة أداء الناخبين يرجعون ذلك إلى سبب واحد يتمثل في «شعور المواطن بالحماسة لخوض التجربة ورغبته في التطوير».
9 - وتبين أن «ضعف الإمكانات المادية للمرشح والقصور في الدعم المادي والمعنوي من قبل القطاعين الحكومي والخاص». جاء في مقدمة المعوقات التي تواجه المرشحين في الانتخابات (25.7%)، إضافة إلى «افتقاد الجمهور إلى الوعي بثقافة الانتخاب» (22.6%)، و»القصور في عملية إدارة الانتخابات» (20.9%).
10 - وقد أبدى أكثر من نصف المرشحين (52.5%) عدم الرغبة في تكرار تجربة المشاركة المستقبلية في الانتخابات. مقابل 28.3% لديهم الرغبة في تكرار تجربة المشاركة. في حين أن 19.2% من إجمالي عينة الدراسة غير متأكدين من قرارهم في المشاركة في الانتخابات.
كما توصلت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات منها:
للمجتمع السعودي - كغيره من المجتمعات - العديد من المحددات والأخلاقيات والقيم والتقاليد الخاصة به، لذا فإنه من المفترض أن يراعي المرشح هذه الخصوصية. سواء فيما يتعلق بمحتوى برنامجه الانتخابي أو بوسائل وأساليب الاتصال بالجماهير.
- لا بد أن يكون المرشح على علم ومعرفة بالتجارب الانتخابية والأساليب والوسائل التي تهدف إلى تكوين صورة إيجابية عنه. وتساعده في تقديم برنامجه الانتخابي المرتبط بالمجتمع والبيئة الاتصالية. والمراعي لمصالح جمهور الناخبين حتى يكسب الثقة والتأييد.
- ليس شرطاً أن يكون كل مرشح من المتخصصين في علوم الاتصال والتسويق السياسي حتى يكون ناجحاً، وإنما يمكن له طلب الاستشارة من الخبراء والمتخصصين. والاطلاع على الأبحاث والدراسات المتخصصة.
- ينبغي على المؤسسات الحكومية المعنية. ومؤسسات القطاع الخاص بما فيها وسائل الإعلام والاتصال بذل المزيد من الدعم المادي والمعنوي لزيادة الوعي والمعرفة بالانتخابات وتشجيع المرشحين والحث على المشاركة السياسية من أجل المصلحة العامة.
- في ظل عدم استمرار جدوى الأساليب التقليدية. وعدم الرضا عن دور وسائل الإعلام الجماهيرية في دعم الانتخابات ودعم المرشحين تحديداً. تبرز وسائل اتصال حديثة تتميز بسعة الانتشار والشفافية والتفاعلية وانخفاض الكلفة. يأتي في مقدمتها: الإنترنت والهواتف المحمولة واستخداماتهما المتعددة التي تعد من البدائل المهمة في الانتخابات والتعريف بالمرشحين. خاصة وأنها أصبحت من الوسائل المؤثرة في المجتمعات.