الزعيم ليس بجدار قصير وليس (حيطة مايله).. الكل يعبر عليها.. والكل يتخطاها.. إنما الهلاليون يؤمنون بأن النوايا الطيبة هي الظلال الوارفة التي يتفيأ تحتها ناديهم من شرور الشريرين وأذى المؤذين.. هكذا يؤمن أنصار هذا النادي الذين يرون أن ناديهم وأنفسهم فوق الابتذال والبذاءات والأحقاد القهرية التي تحوم حولهم.. رغم أني أخالفهم بعض الشيء في هذا التوجه الكلي نحو النوايا الطيبة.. والاعتمادية المطلقة على تلك النوايا.. واعتراضي يكمن في أن هذا التوجه يعطي الذين في قلوبهم مرض فرصة الظن أن جدار الزعيم قصير.. مع علمهم أن دون الهلال رعود و بروق وملايين من جماهيره.. والملايين من النشء الزرق القادمون.
إنما وإنما ثم إنما.. الهلال ومنذ خمسة مواسم وهو يعاني إجحافا لا قبله ولا بعده إجحاف.. مباريات تنقل لملاعب الخصوم دون وجه حق.. لاعبون يهاجمون بشتى الوسائل.. من الفضائيات الأجنبية نزولا حتى (ميكرفونات) البذاءة.. التي تسمع في داخل كل بيت سعودي.. تلك البيوت التي بنيت على الأخلاق والأدب والقيم الإسلامية.. أصبحت بيوتنا فضاء واسعا ومرتعا متاحا للبذاءة والقذف والتشهير.. بل والتزييف والهرطقة والتصرفات القهرية والمرضية الموغلة في اليأس والعجز.. وبعيدة عن قيم الرياضة وشرفها وفروسيتها.. ولاعب يتعرض للتهديد والوعيد والتشفي دون وجه حق.. لهدف تشتيت ذهن ذلك اللاعب.. لأنه لاعب لا يشق له غبار.. فتم القرار بتكسير عظامه وتهديده وإرهابه وهو في بلد الإسلام والسلام.. حتى قيم الوطن العليا لم تعد تهمهم في سبيل تحطيم لاعب كل ذنبه أنه يلعب لناد سعودي اسمه الهلال.. أم أنهم يستشرفون المستقبل لمنع ارتكاب حركة الأصبع التي لم تتم إلا في خيال مريض ومتورم ومتسرطن ومستوطن بالأوبئة؟!
هناك الكثير من الكلام السيئ يتناول هذا الشأن..ولكن نجمله في نقطتين أساسيتين، أولاهما: أن اللجان تتغير و تتبدل.. والمعاناة مستمرة.. والهلال تتقاذف به اللجان والعقوبات و التشفي الذي فاق الوصف.. تتغير اللجان.. و تتغير الوجوه.. ويبقى الحال على ما هو عليه.. فما هو تفسير ذلك؟!!.. نعم هناك الكثير من الكلام السيئ في المجتمعات حول هذا الأمر.. و سهم بوصلة الحديث أصبح يصب في اتجاه واحد.. فهل يعقل أن ما يتناقله الناس صحيحا خاصة وأن الشواهد عديدة ومتعددة ومتكررة؟!!.. أم أن للآخر عذرا؟؟!!
ثانيهما: ضعف إدارة سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد في الذود عن حقوق الهلال.. خاصة وأن الأنظمة تكفل كافة حقوق النادي.. ثم لو تلكأت تلك الأنظمة عن بلوغ المرام بفعل فاعل.. فإن الله تعالى قد أنعم على هذه البلاد بولاة أمر أبوابهم مشرعة لرفع الغبن والضيم.. ومن تجارب شخصية بحتة.. وجدت من الإنصاف لدى ولاة الأمر ما لم أجده لدى جهات أمنية أو حكومية أو حتى قضائية أخرى.. فليس هناك من هو فوق النظام.. أو فوق الحقوق والعدل وحفظ كرامة الناس.. فلماذا هذا التكاسل لدى الإدارة من الدفاع عن حقوق النادي؟!!
مثال عن وهن الإدارة في هذا الشأن.. عندما استدعت اللجنة القانونية اللاعب الكاميروني أتشيل إيمانا في إجراء هو امتهان بيّن لكرامة اللاعب.. كان على الإدارة بعث محامي النادي بدلا من إشغال اللاعب بالتهديد والوعيد الذي تعرض له.. فمن الذكاء الإداري تجنيب اللاعب إيمانا هذه الأجواء الانتقائية والانتقامية الخارجة عن كل مثل القضاء العادل والأعراف والقيم.. كان يمكن في هذه الحالة الاكتفاء بمحامي النادي وتجنيب اللاعب كل تلك الإجراءات الخاطئة.. وإذا تأزم الأمر مع اللجنة.. فولاة الأمر أبوابهم مشرعة.. فلا أحد فوق الأنظمة والقوانين.. ولا أحد يستطيع مس كرامة الإنسان سواء مواطنا أو وافدا في هذه البلاد.
إن الهلال حضارة رياضية تقدم أرفع القيم في أعلى مراتبها.. لذا كان من المفروض احترام قيم هذه الحضارة بدلا من هدمها.. ارتقوا أيها المفلسون لمستواها صعودا.. بدلا من شد الزعيم لمستواكم نزولا.. فالمفروض على المحايدين أن يكونوا برقا ورعدا دون العبث بكل ما هو خير سواء في الرياضة أو التربية أو الصحة أو التجارة أو أي شيء له قيمه حقيقية عليا في الوطن.. أنا لست هلاليا.. ولا أدعي هذا الشرف.. إنما أعشق الحق.. وأكره الغبن والظلم والضيم على أي ناد متى تكررت وترادفت وأصبحت حديثا للمحب والكاره.. ومتى أصبحت ظلمات تعلوها ظلمات في بحر لجي.
الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص.. هي متعة لنا ومتنفس جميل.. فرجاء انزعوا الأحقاد حتى لا تترك وقعا و موقعا في النفوس في هذا الوطن الطيب.. الذي يحيط به الكارهون والمتربصون.. نحن في بلد محسود.. ونعائم الله لا تعد علينا ولا تحصى.. فالرجل العادل هو الأقوى.. واللجنة العادلة هي الأقوى.. تغلبوا على النفوس الأمارة بالسوء.. بقيمنا الإسلامية السمحة.. وشيمنا العربية الشماء.. والقيم الرياضية العلياء.. والله من وراء القصد.
نبضات!!
• المباراة القادمة بين الأهلي والهلال.. نتيجتها تتجه بكل تأكيد للفريق الأخضر المتطور.. ومستوى الفريقين بينهما بون شاسع.. وعمل رئيس النادي الأمير فهد بن خالد أثمر أخيرا بفريق لا يجارى.. ولم يبلغ هذا المستوى الرائع منذ عقود طويلة.. ولا ننسى جهود الأستاذ طارق كيال الذي نحت الصخر بيديه!!
• قدمت جماهير الأهلي صورة حضارية غير مسبوقة في مباراة نجران.. وصادف احتفالنا باليوم الوطني.. فكان كرنفالا خياليا صعب الارتقاء إليه من جماهير الأندية الأخرى.. خصوصا أصحاب مكبرات البذاءة.. حيث نقول لهم (GAME OVER)!!
• العدل شجاعة الرجال.. ورأس الحكمة مخافة الله!
• انتهت المساحة.. نلقاكم بإذن الله!