في مقابلة صحفية طويلة شاركتكم بعض أسئلتها بحوارنا الماضي سألتني: كيف تصفين نظرة رجل الأعمال لسيدة الأعمال اليوم؟.. قلت: لا أحب التعميم، حيث لا يمكن أن تنطبق صفة أو تصنيف على الكل. بالتأكيد هناك مواقف مختلفة باختلاف الأفراد في مواقعهم وخلفياتهم الثقافية والشخصية والمجتمعية. هناك من يتحمسون لدخول المرأة في مجال الأعمال على قدم المساواة والتنافس، وهناك من يرفضون، وهناك من يتوجسون مع إمكانية أن يغيروا رأيهم ويتقبلوا التطور مع تغير الأوضاع السائدة. وهناك من سيظل لا يراها إلا جسداً يجب تغطيته مهما جمعت من خبرة ونجاح في مجال تخصصها أو عملها. عموماً أتفاءل بأن التوجه العام وعلى النطاق الرسمي إيجابي ومشجع.
قالت: في نهاية اللقاء لو طلبت منك أن توجهي سؤالاً لنفسك فماذا ستسألينها؟.. وما الجواب؟.. قلت: أسألها: «حتى متى يظل الوطن سيد الأحلام والقلب أغنية له في السر والعلن»؟.
والجواب يأتي دائما أغنية للوطن:
تتكسّر كل السلاسل.. كل السلاسل..
حين تفيء بصمتٍ إليّ
أكادُ أمس السنا بيديّ
بريقَ خزامى.. وهمسَ نخيل..
فأرجع من شرفات الرحيل
بشوقِ حداء القوافل
أما زلتَ تسمعُ لونَ الخزامى؟
ينادي.. يعاند موت اليباب
يعيد الربيع انتثارا
وشوك الصخور مسارا لرقص الأيائل؟
***
أترســــم وجهي..؟ ملامحه تترامى
علــى الأفق باحثةً عن وطن؟
يبوح الخزامى بأسرارهِ.. والرمال اضطراب
ووجهك ينسى تقاسيمه في وجيب الغياب
زمان المنافي يعود انهمارا
لتزهرَ في مقلتيَّ..
ينفرد الشوق حتى تصير الزوايا فضاء
تُلاشي ظلال الغياب غيومٌ تحنّ
فتطلقنا من إسار السلاسل
مدىً راكضاً فرحاً وانتشاء
أجنحةً للحبارى..
وأشرعةً للسفن..
بوابةً لانعتاق الزمن..
أنشودةً للغيومِ لتهمي على كتفَيّ
تنقش اسمي.. واسمك في الزرقة الغافية
وتقرأنا في السماء التماع ضياء
وأغنية للوطن..
وأنت الذي تُطلقُ الأفقَ كي تصهل القافية
وأنت الذي يُنطقُ الصمتَ في الزمن العربي
تعيد اليبابَ حياةً وفيضَ سنابل
وجدبَ المنافي ضفافَ وطن.