تعجز الكلمات والأحرف أن تسطر ما يضج في دواخل كل امرأة سعودية، فالمليك القائد ألجم بحكمته أقلام النساء وألسنتهن، وأسر برجاحة قراراته عقولهن وقلوبهن حتى كدن لا يملكن فرصة اللحاق بما سيأتي به تباعا لأجلهن، وعلى الرغم من ذلك لم نر في تقديره للمرأة واستحضاره لمشاركتها الوطنية ما نستغربه منه مطلقا، فهو الذي ردد مسبقا «النساء ما جانا منهن إلا كل خير» حين تحدث عن مرضه بعرق النساء، فديتك سيدي خادم الحرمين الشريفين، فكلمات بسيطة منك خرجت بمرح رغم ألمك رسمت في الأذهان صورة مشرّفة للمرأة، وكيف لا والقائد ينظرها بلسما لا داء.

وفي الذكرى الحادية والثمانين لتأسيس الوطن تسقط كل المراهنات العالقة على المرأة السعودية، وتنتزع كل الصور المنكّصة لحقوقها ومكانتها، فإعلان المليك مشاركتها في القرار قيّض كل الاحتمالات بتغييبها عن أرض الواقع، ورسم ملامح احتفالية جديدة للوطن تتعامل مع فكر المرأة لا جهلها، فهنيئا لنا بمليكنا الحكيم في توجهاته، وهنئيا للوطن بهذا القرار الذي سيلقي ظلاله تباعاً على صورة المرأة في كل مكان، فالقرار لم يعد من فوق من عند الرجال كما كنا نردد، بل عاد ليستنير برأي المرأة ويأخذ بمنطقية تحليلاتها، ومجالس الشورى التي كانت تستقطب المرأة مستشارة لا يحق لها التصويت برأيها، ستأنس عما قريب بدعمها وتأييدها، وأخبار مجالس البلديات التي لم تستدرجنا لأكثر من دقائق نطالعها كل صباح في الصحف، ستحظى بقراءة نسائية واعية منذ اليوم، فقد كسب الوطن بهذا القرار شريحة كبرى من شرائحه الأنثوية المغيبة رغم وعيها، وألقى بكل التكهنات الداخلية والخارجية حول مستقبلها المعتم عرض الحائط، ليفتح باب الوطن بمصراعيه لكل المواطنين والمواطنات، مؤكدا أن حب الوطن وخدمته حق للجميع.

أستاذة التربية الخاصة بجامعة الملك سعود