|
الأحساء - محمد النجادي
في شهر ربيع الأول من سنة 1331هـ 1913م غادر الملك عبد العزيز بجيشه الرياض متجهاً إلى الأحساء ونزل عند ماء قريب منها جاءت النذر إلى متصرف الأحساء العثماني فأرسل رسولاً يسأل الملك عبد العزيز عما يريد فأجابه بعزمه غزو قوم معادين من جهة الكويت ورغبته شراء طعام من الأحساء لتموين الجيش، أرسل الملك عبد العزيز قافلة اشترت تمراً وأرزاً من الأحساء واستنفر من كان حولها من قبيلة العجمان وواعدهم على ماء بعيد من الأحساء لإبعادهم عنها، رجع الملك عبد العزيز إلى الأحساء ليلة الخامس من جمادى الأولى سنة 1331هـ 1913م. سار الملك عبد العزيز (600) رجل إلى الناحية الغربية من حي الكوت أو ما يعرف بنخيل السيف وكان في انتظاره بعض أهالي الأحساء حسب الخطة المتفق عليها اتجه مجموعة مختارة من رجال الملك عبد العزيز نحو فتحة أعدت مسبقاً في السور الغربي للكوت، على أن يتعاقب على إثره رجاله في شكل مجموعات صغيرة بعد أن اكتمل وجود رجاله في حي الكوت قسمهم إلى ثلاث:
فرق الأولى: اتخذت موقعها في أبراج السور.
الثانية: تتولى فتح بوابة الكوت الشرقية.
الثالثة: أن تكون على هبة الاستعداد لمهاجمة مقر المتصرف إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
كيف اتجه إلى بيت البيعة؟
اتجه الملك عبد العزيز إلى بيت الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن الملا بيت البيعة (بيت الملا) الذي بعث إلى أعيان الأحساء فحضروا إلى بيته بعد مناقشات بايع الجميع الملك عبد العزيز على كتاب الله وسنة رسوله وتعهدوا له على بالسمع والطاعة، وعند الصباح نادى المنادي من سور الكوت (إن الملك لله ثم لعبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، استيقظ العسكر الأتراك مذعورين وبدؤوا إطلاق النار فرد عليهم رجال الملك عبد العزيز.
أرسل الملك عبد العزيز ممثله محمد بن شلهوب ومعه الشيخ الملا إلى المتصرف حاملاً قوله: إما أن يسلم ويخرج هو ومن معه من عساكر سالماً إلى العقير وإلا هاجمهم حتى يحكم الله بينه وبينهم، استشار المتصرف الشيخ الملا في الأمر وأشار عليه بتسليم نفسه حقنا للدماء والخروج سالماً هو وجنده لأن سكان البلاد لا يرغبون في بقائهم ولم يمض ذلك اليوم حتى تمت البيعة من جميع سكان الأحساء وغنم الملك عبد العزيز الذخائر والمعدات.
في اليوم الثاني تم ترحيل المتصرف أحمد نديم وقائد المعسكر و(1200) جندي من وإلى العقير تمهيداً لنقلهم إلى البحرين وأذن لهم الملك عبد العزيز بان يحملوا أسلحتهم باستثناء الذخائر والمدافع.
بيت البيعة (بيت الملا)
يقع هذا البيت في «فريج» حي المطاوعة في الكوت (أشهر أحياء مدينة الهفوف التاريخية) ويعد أنموذجاً للبيوت التراثية بمحافظة الأحساء.
أسس هذا البيت الشيخ عبد الرحمن بن عمر محمد بن عمر الملا عام 1203هـ - 1788م الذي كان مكلفاً بقضاء الأحساء في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود ثالث أئمة الدولة السعودية الأولى في الفترة ما بين (1218هـ - 1229م), (1803هـ - 1414م).
آلت ملكية (بيت الملا) إلى الدولة بعد نزعها من أصحابه وتعويضهم.
تشرف هذا البيت بمقدم المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود ليلة الخامس من شهر جمادى الأولى سنة 1331هـ 1913م عند فتح الأحساء ونزل ضيفا على الشيخ عبد اللطيف ين عبد الرحمن الملا، في ليلته تلك أخذ الملك عبد العزيز البيعة من أهالي الأحساء على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله وبات في إحدى غرف البيت مع إخوته (محمد وسعد وعبد الله).