|
إن أهمية الاحتفاء باليوم الوطني للمملكة تكمن في استذكار عظمة الإنجاز الوطني والإنساني الذي تحقق فيه بأسلوب يتجاوز المظاهر الاحتفالية وصولاً إلى وعي المكتسبات الكبيرة التي أنعم الله بها علينا، والعمل على تنميتها وتطويرها مستفيدين من الدعم السخي الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله تعالى- لتطوير مختلف القطاعات والمرافق التي تستهدف التنمية الشاملة في آفاقها البعيدة.
ومن بين القطاعات التي حظيت بالاهتمام والرعاية في عهده الميمون «حفظه الله تعالى» قطاع النقل بشكل عام والنقل بالسكك الحديدية بوجه خاص انطلاقاً من أهمية السكك الحديدية كوسيلة نقل كمي وحجمي تنفرد بمزايا كبيرة تؤهلها لتكون ركيزة أساسية في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياحية والتعليمية في بلد مترامي الأطراف ومتعدد البيئات.
لقد تميز العهد المبارك له -حفظه الله تعالى- بصدور حزمة من القرارات الإستراتيجية التي تصب في دعم هذا القطاع وتطويره من أبرزها قرار المجلس الاقتصادي الأعلى القاضي بالموافقة على برنامج توسعة شبكة الخطوط الحديدية الذي يتكون من مشروع قطار الحرمين السريع ومشروع الجسر البري ومشروع قطار الشمال الجنوب، وتبع ذلك صدور موافقة المقام السامي الكريم على إنشاء هيئة الخطوط الحديدية، والموافقة على البدء في إعداد التصاميم الهندسية الخاصة بمشروع الربط الحديدي الخليجي، إضافة إلى عدد من القرارات المهمة التي استهدفت سرعة تنفيذ هذه المشاريع وفق مواصفات عالية الجودة والأداء.
إن المملكة العربية السعودية تتمتع باقتصاد متنامٍ وحركة تجارية نشطة، وتحتل شبكة الخطوط الحديدية موقعاً رئيسياً في تعظيم الاستفادة من هذه البرامج، والمساهمة في زيادة الناتج المحلي الإجمالي من خلال نقل الركاب والبضائع، وإننا في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية ندرك حجم المسئولية التي شرفنا بحملها ونراهن على الدور الكبير الذي سيحتفظ به هذا القطاع في المستقبل خاصة بعد تنفيذ مشاريع التوسعة واتجاه الحكومة إلى فتح المزيد من الاستثمارات لدعم هذه الصناعة الواعدة.
وتتطلع المؤسسة في هذه المرحلة إلى مجموعة من الخطوات العملية التي تهدف من خلالها إلى تطوير قطاع النقل بالسكك الحديدية وصولاً إلى تحقيق شراكة حقيقية وتكامل فاعل مع أنماط النقل الأخرى بما يخدم النمو الاقتصادي للمملكة، وفي مقدمة هذه الخطوات تطوير البنى التحتية لهذا القطاع ورفع مستوى الأداء والجاهزية وتطوير الخدمات المقدمة وتسهيل إجراءات الحصول على خدمة النقل بالقطار بالاستفادة من التقنيات المتاحة، والتعاون مع منظمات النقل الأخرى والجامعات والكليات لاستحداث مسارات تعليمية وتدريبية ترفد هذا القطاع وتمده باحتياجاته من الكوادر والكفاءات الوطنية المؤهلة والمدربة.
(*)رئيس عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية