أعترف أنني عشت الاسبوع الماضي سعادة كبيرة وأنا أتمعن بالخبر الصادر من قبل هيئة دوري المحترفين المتضمن «مشروع الأمير نواف بن فيصل لتطوير بيئة الملاعب» فلأول مرة - بحسب متابعتي - أرى مسارا حقيقيا لصياغة أهداف الارتقاء بعد أن ضاعت مشاريعنا التطويرية بسبب الكلمات الإنشائية والتطلعات والتوصيات واللجان ومحاكاة الآخرين وغيرها من التعابير الرنانة الفاقدة لمعنى صياغة الهدف..!!

لقد تضمن خبر المشروع جدولا زمنيا لتطويل بيئة الملاعب لدينا بأسمائها أي ان هناك جغرافيا وتاريخا وهذا هو المفهوم الصحيح للأهداف إذ يخلط الكثير من العاملين بالرياضة بين الرؤى وبين الأهداف، ولذلك لا عجب الا ترى اثرا لكل الكلمات الإنشائية التي يعدو بها لأنها ليست أهدافا بل رؤى وأمنيات..!!

اليوم دخل المشروع خانة (المسؤولية) لأنه مرتبط بتاريخ ومكان وهو ما يستوجب المحاسبة فيما بعد، ويعطي أيضا الارتياح لدى المتلقي طوال فترة تحقيق الهدف من المشروع، كما انه يرفع نسبة الدافعية لدى العاملين على المشروع لتحقيق المنجز عكس ان نطلق الوعود والأمنيات والتطلعات الخالية من القيمة الحقيقية للهدف.

الأهداف بلغة علم الادارة هي تلك التي تحمل مضامين واضحة ومحددة بمدة زمنية ومكان واضح لذلك كنت سعيدا جدا فقد أراحنا المشروع بطرحه للأهداف من عناء النقد منتظرين إنهاء الزمن المحدد له..!!

اليوم يجب ان يكون للرياضة السعودية اهداف محددة بالزمن والمكان لأن ربطها بعيدا عن ذلك يعطي للمسؤول والعامل الاداري فرصة التملص من النتيجة الحتمية للعمل، وبالتالي نضيع ويضيع وقتنا دون تقدم ملموس..!!

الدافعية الحقيقية هي التي تقودها الأهداف وحيث إن دافعية الكثير من العاملين بمجال رعاية الشباب واتحاد الكرة تبدو أقل من المطلوب فإن تحديد اهداف لهم يضمن للقيادي الأول فرصة معرفة حقيقة الكوادر الموجودة لديه ومدى قابليتها للعمل، كما انها تنفض غبار الكسل والمماطلة والتسويف الذي يضرب مشاريع كثيرة ينتظرها الشارع الرياضي لازالت حبيسة أدراج الكسل والملل..!!

تخيلوا - مثلا- ان رعاية الشباب تضع هدفا لتحويل كافة تعاملاتها مع الأندية إلكترونيا عبر برامج محددة كما هو الحال لكل القطاعات الحكومية الأخرى..!!

لنتصور ان اتحاد الكرة وضع هدفا محددا لحال اللجان المنبثقة منه هيكليا وإداريا وماليا..!!

لنتخيل لجنة المسابقات وقد حددت هدفا يتضمن أن يلعب الدوري السعودي دون توقف وفي أوقات مناسبة للجمهور..!!

الأهداف هي الاختبار الحقيقي للمسؤول أمام المجتمع والكثير يتحاشى الخوض فيها لأنها تفضح فشله امام الزمان والمكان وتعري قدرات جهازه لذلك يعوم في الرؤى والتطلعات والخيال الجميل ويكرر ذلك مع كل فشل يقوم به أو يصادفه..!!

أيدينا بأيدي هيئة دوري المحترفين واتحاد كرة القدم ورعاية الشباب دوما وأبدا شرط ان يقدموا لنا أهدافا يمكن تحقيقها نلمسها على أرض الواقع فقد اضعنا الكثير من السنوات الطويلة دون ان نحقق التطويرالحقيقي ولذلك جاء مشروع الأمير نواف لتطوير الملاعب رغم ان الأمر كان يمكن ان يحدث قبل سنوات طويلة لكن غياب الدافعية العملية والكسل وعدم وجود الأهداف جعل من المشروع الهادف امرا حتميا بوجود الأمير نواف أي ان الأمير سعى لذلك ولو لم يفعل لاستمر النوم والكسل وسلبية العمل والإنتاج ديدن المسؤولين عن الملاعب..!!

ورطهم أيها الأمير بمثل تلك الأهداف واجعلهم أمام واقع الزمان والمكان واختبر قدراتهم ولاتقبل حججهم المكررة منذ السبيعينيات (روتين حكومي.. المالية ضدنا.. نصبر لين يجي شيء حديث.. مالقينا شركات.. الخ) فهؤلاء ارجعونا للخلف ويكفي ان ننظر لجيراننا لنتأسف على حالنا والفارق بيننا وبينهم أنهم يعملون وفق اهداف محددة ونحن نعمل وفق مزاجية مسؤولين كسالى فاتهم القطار لكنهم متمسكون بأبوابه..!!

قبل الطبع:

إذا حددت لنفسك هدفاً وكنت قادراً على تحقيقه فلقد ضمنت بذلك الفوز في السباق. قد يكون هدفك أن تصبح أول المتسابقين، أو أن تحسن أداءك، أو تنهي السباق فحسب، الأمر يرجع إليك. (ديف سكوت)