كتبه - صالح بن فوزان الفوزان
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:
فقد ثبتت رؤية الهلال في نهاية شهر رمضان هذا العام 1432هـ لدى القضاة ولدى المحكمة العليا وأصدر الديوان الملكي قراره، بناءً على ذلك وأعلن ذلك في وسائل الإعلام وأفطر المسلمون والحمد الله عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) ووافق ذلك الحساب الفلكي في تقويم أم القرى التقويم المعتمد في المملكة. إلا أنه لم يوافق ذلك رأي بعض الفلكيين وتكلموا في ذلك وأثر هذا على بعض الجهال ومن عندهم وساوس أو حب الشذوذ فشكوا في صحة الرؤية الشرعية حتى بلغني من خلال بعض المستفتين أنه قضى صيام يوم العيد خشية أن يكون من رمضان.
ولا شك أنه إذا حصل اختراق للأحكام الشرعية ومحاولة لإخضاعها للآراء البشرية التي تخطئ وتصيب أنه ستحصل بلبلة وتشكيكات ما لم يمنع هذا الاختراق من قبل السلطة، وعلى كل حال لا يجوز لأحد أنه يخالف الجماعة التي تسير على منهج شرعي مثل بداية الصيام ونهايته فقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم حداً لذلك يقف عنده كل مسلم: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36) سورة الأحزاب، فقد وضع صلى الله عليه وسلم حد لصيامنا وإفطارنا بقوله: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاقدروا له)، وجاء ما يفسر ذلك بقوله: (أكملوا عدة الشهر ثلاثين يوماً) ولم يحلنا على الحساب الفلكي فالواجب على هؤلاء الذين شككوا الناس في إفطارهم بناءً على رأيهم أن يتقوا الله ويقفوا ويوقفوا عند حدهم، وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.